من مناهض للبعث إلى والد الرئيس.. قصة حسين الشرع المثيرة للجدل

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

أثار مقطع فيديو يظهر لحظة تقبيل الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع يد والده حسين الشرع تفاعلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي. وجاء ذلك خلال تجمع عيد الفطر في قصر الشعب بدمشق، حيث قبّل الرئيس يد والده في مشهد نادر يُعد الأول منذ توليه قيادة البلاد بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد.

من النضال ضد البعث إلى الأكاديمي المنشق

وُلد حسين الشرع في 1946 في قرية فيق بجنوب الجولان لعائلة مقاومة للاحتلال الفرنسي. كان والده، علي الشرع، من كبار الملاك وشارك في الكفاح ضد الاستعمار. ورغم ميوله القومية، لم يكن حسين من أنصار حزب البعث، بل عارض سياساته وشارك في الاحتجاجات ضد انقلاب البعث عام 1963، مما أدى إلى اعتقاله عدة مرات. وبعد ذلك، غادر إلى الأردن ثم العراق لإكمال دراسته في كلية الاقتصاد بجامعة بغداد، حيث تخرج عام 1969.

المسار السياسي والانتقال إلى السعودية

في 1972، ترشح حسين الشرع للانتخابات البرلمانية عن محافظة القنيطرة ليصبح عضوًا في مجلس الشعب السوري حتى 1976. ورغم ذلك، لم يكن مؤيدًا لحزب البعث السوري، بل كان متعاطفًا مع “حزب البعث العراقي”. ومع تصاعد التوترات بين البعثين، قرر مغادرة سوريا والانتقال إلى الرياض للعمل كباحث اقتصادي في وزارة البترول السعودية، حيث كرس وقته لدراسات التنمية الاقتصادية في العالم العربي وكتب العديد من الكتب والمقالات التي نُشرت في الصحف السعودية.وفي 1989، عاد حسين الشرع إلى دمشق ليستقر في حي المزة مع أسرته. ومع اندلاع الانتفاضة السورية في 2011، شهدت الأوضاع السياسية تغيرات كبيرة بعد انضمام ابنه أحمد إلى المعارضة المسلحة ضد النظام. ومع تفاقم العنف، غادر حسين سوريا مجددًا إلى مصر حيث عاش هناك حتى 2025، ليعود بعدها إلى دمشق في وقت شهد تغييرات سياسية جذرية.

أكاديمي متميز وإنجازات علمية

خلال سنواته في السعودية، أصبح حسين الشرع من أبرز المفكرين في الاقتصاد والتنمية، حيث كتب العديد من الكتب حول دور النفط في تعزيز التنمية العربية. ومن أبرز مؤلفاته كتاب “النفط والتنمية الشاملة في العالم العربي” عام 1983، الذي ناقش فيه كيفية استخدام فائض الأموال النفطية لدمج الدول العربية في الاقتصاد العالمي. وكان له تأثير كبير في دراسات التقييم الاقتصادي، خاصة في السعودية.

ماذا بعد؟

يجلس حسين الشرع في دمشق حاليًا، حيث شهدت المدينة تحولات حياته السياسية. حسين الشرع، الذي عارض “حزب البعث” في 1963، يجد نفسه اليوم في قصر الرئاسة بعد أكثر من نصف قرن، في وقت تبددت فيه طموحات البعث.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *