ماذا حدث؟
اندلع صراع قصير لكنه عنيف بين الهند وباكستان، بدأ في 7 مايو 2025، بعد أن شنت الهند ضربات صاروخية على باكستان، بعملية أطلقت عليها اسم “سندور”، ردًا على هجوم إرهابي في 22 أبريل في باهالغام بكشمير الهندية، أسفر عن مقتل 26 مدنيًا، معظمهم من السياح الهنود.
اتهمت الهند باكستان بدعم الإرهاب عبر الحدود، وهو ما نفته باكستان.
استهدفت الهند، حسب ادعائها، معسكرات جماعات إرهابية مثل جيش محمد ولشكر طيبة، بينما زعمت باكستان أن الضربات طالت مناطق مدنية، بما في ذلك مساجد، مما أسفر عن مقتل 36 مدنيًا باكستانيًا
ردت باكستان بعملية “بنيان مرصوص”، وأسقطت خمس طائرات هندية، بما في ذلك ثلاث طائرات رافال فرنسية متقدمة، وهو ما أكده مصدر استخباراتي فرنسي لشبكة CNN، لكن الهند تنفي خسارة أي طائرة.
تبادل الطرفان ضربات بطائرات مسيرة وهجمات صاروخية، مما تسبب في خسائر بشرية ومادية كبيرة، مع تقارير عن مقتل ما يصل إلى 66 شخصًا على جانبي الحدود.
في 10 مايو، أُعلن عن وقف إطلاق نار بوساطة أمريكية، أعلنه الرئيس دونالد ترامب، لكن الطرفين تبادلا اتهامات بانتهاك الهدنة بعد ساعات.
من ادعى النصر؟
كلا الطرفين أعلن انتصاره، مع روايات متضاربة تعكس دوافع سياسية داخلية.
في الهند، احتفت وسائل الإعلام بعنوان “باكستان تستسلم”، وأشاد وزير الدفاع راجناث سينغ بالضربات كرسالة قوية ضد الإرهاب.
أظهرت صور أقمار صناعية هندية أضرارًا في قواعد عسكرية باكستانية، مدعية تدمير مدرجات طائرات ومحطات رادار.
في باكستان، احتشدت الجماهير في إسلام أباد، ووصف رئيس الوزراء شهباز شريف العمليات العسكرية بأنها “تاريخية”، مشيرًا إلى إسقاط طائرات هندية كإنجاز كبير.
لماذا لا يوجد فائز واضح؟
يُظهر الصراع غياب فائز حقيقي بسبب الخسائر المتبادلة والتكاليف الباهظة.
عسكريًا، تسببت الضربات الهندية في أضرار مادية كبيرة في باكستان، لكن باكستان ردت بقوة، مدعية تفوقًا جويًا.
اقتصاديًا، تأثرت الأسواق في كلا البلدين، حيث خسر مؤشر كراتشي 12% من قيمته منذ الهجوم في أبريل، بينما تقلب السوق الهندي، كما تسبب إغلاق المجال الجوي في إلغاء مئات الرحلات الجوية، مما أثر على الاقتصاد العالمي.
سياسيًا، يواجه كل طرف ضغوطًا داخلية لإظهار القوة، مما يدفع القادة لتضخيم “انتصاراتهم” لتهدئة الجماهير الوطنية.
على الصعيد الدبلوماسي، أُجبر الطرفان على قبول وقف إطلاق النار تحت ضغط أمريكي، مما ينفي ادعاءات السيطرة المطلقة.
تاريخيًا، تُظهر الاشتباكات السابقة (1947، 1965، 1971، 1999، 2019) أن نزاع كشمير لا يُحسم عسكريًا، بل يُدار عبر دبلوماسية خارجية، كما حدث هنا بوساطة 36 دولة بقيادة الولايات المتحدة.
الطبيعة متعددة الأبعاد للصراع، بما في ذلك استخدام الطائرات المسيرة، والحرب السيبرانية، والتضليل الإعلامي، زادت من تعقيده، مما جعل تحديد فائز مستحيلًا.
ماذا بعد؟
على الرغم من وقف إطلاق النار، فإن الهدنة هشة، مع استمرار التوترات بسبب الخروقات المتبادلة ونزاع كشمير المستمر منذ 1947.
يُحتمل أن تؤدي التغيرات في المعايير الدولية، مثل تآكل احترام السيادة، إلى تصعيدات مستقبلية أكثر خطورة، خاصة مع استخدام تقنيات عسكرية متقدمة مثل الطائرات المسيرة والصواريخ بعيدة المدى.
تثير التوجهات القومية في كلا البلدين، مع التركيز على الهوية الدينية (عملية “سندور” الهندوسية مقابل “بنيان مرصوص” الإسلامية)، مخاطر استمرار التوترات الطائفية.
قتراح ترامب للتوسط بشأن كشمير رحب به باكستان لكنه قوبل برفض هندي، مما يعكس رفض الهند للتدخل الخارجي في شؤونها الداخلية.
بدون حل دائم لقضية كشمير، تبقى المنطقة عرضة للصراعات المستقبلية، خاصة مع تراجع النفوذ الأمريكي في جنوب آسيا وغياب وسيط محايد قوي.
ولتجنب التصعيد، يتعين على الطرفين استئناف الحوار الثنائي، ربما عبر قنوات خلفية، مع ضغط دولي لمنع استخدام الأسلحة النووية التي تهدد استقرار المنطقة.