من سيحكم روسيا بعد بوتين؟

من سيحكم روسيا بعد بوتين؟

ماذا يحدث؟

مع اقتراب فلاديمير بوتين، البالغ من العمر 72 عاماً، من نهاية فترته الرئاسية الحالية، بدأت عملية انتقال جيلي في القيادة الروسية، حيث يقوم باستبدال حلفائه القدامى، الذين تجاوزوا السبعين، بجيل أصغر سناً، يشمل أبناء وأقارب النخبة الحاكمة.

بناته، ماريا فورونتسوفا وكاتيرينا تيخونوفا، برزتا كقوتين في عالم الأعمال، حيث تديران مؤسسات مدعومة من دائرة بوتين المقربة، مع ظهورهن العلني الأول في منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي 2024.

كما برزت آنا تسيفيليفا، ابنة عم بوتين، كشخصية قوية بعد تعيينها نائبة وزير الدفاع، بينما زوجها أصبح وزير الطاقة.

شخصيات أخرى مثل كيريل دميترييف، المقرب من تيخونوفا، وبوريس كوفالتشوك، نجل صديق بوتين يوري، وديمتري باتروشيف، نجل نيكولاي باتروشيف، حصلوا على مناصب عليا، لكن بدرجات متفاوتة من التأثير.

أليكسي ديومين، حارس بوتين السابق، يُعتبر مرشحاً بارزاً لخلافته، حيث شغل منصب سكرتير مجلس الدولة بعد دوره في أزمة فاغنر 2023.\

في الوقت نفسه، شخصيات مثل دينيس مانتوروف وديمتري تشيرنيشينكو يعززان نفوذهما كجزء من النخبة الجديدة.

لماذا هذا مهم؟

هذا التحول الجيلي يعكس استراتيجية بوتين لضمان استمرارية نظامه عبر نخبة شابة مخلصة، غالباً من أبناء أو أقارب حلفائه، مما يجعل روسيا تشبه دولة إقطاعية.

لكن رغم ذلك، يحافظ بوتين على توازن القوى، متجنباً تعيين خليفة واضح، كما يتضح من رفضه ترقية ديومين لوزير الدفاع أو باتروشيف لمنصب رئيس الوزراء.

هذا النهج يمنع أي شخصية من اكتساب قوة مفرطة، لكنه يثير تساؤلات حول استقرار النظام بعد بوتين.

النخبة الجديدة، التي نشأت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، تميل إلى الرأسمالية وتفضل العلاقات التجارية مع الغرب والصين ودول الجنوب العالمي، على عكس الجيل القديم ذي العقلية السوفيتية.

ومع ذلك، التزامهم بإيديولوجية بوتين المحافظة قد يعزز سياسات استبدادية، شبيهة بما حدث في كوبا بعد فيديل كاسترو.

التوترات الداخلية، كما في حالة كوفالتشوك، وتقليص نفوذ الأسماء الكبيرة مثل باتروشيف وشويغو، تشير إلى إعادة هيكلة النخب لضمان الولاء.

ماذا بعد؟

بوتين، الذي يخطط للبقاء في السلطة حتى 2036 على الأقل، سيواصل تعزيز النخبة الشابة مع إبقاء المناصب العليا تحت سيطرته.

شخصيات مثل ديومين وتسيفيليفا قد تصبح أكثر نفوذاً، لكن اختيار خليفة سيبقى مؤجلاً، حيث يفضل بوتين الحفاظ على الغموض.

التقاعد المتوقع لشخصيات مثل لافروف وباستريكين قد يفتح المجال لوجوه جديدة، مثل دميترييف في الدبلوماسية أو مانتوروف في الاقتصاد.

التحديات تشمل إدارة التوترات بين العائلات الحاكمة وضمان الاستقرار في ظل العقوبات الغربية والحرب في أوكرانيا.

الفرص تكمن في قدرة النخبة الجديدة على فتح قنوات اقتصادية مع الغرب، خاصة مع تحسن العلاقات الأمريكية-الروسية المحتمل في 2025، لكن غياب خليفة واضح قد يؤدي إلى صراعات داخلية عند رحيل بوتين، مما يهدد استقرار النظام.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *