ماذا حدث؟
في واحدة من أبرز القضايا الأمنية في أوروبا، اعتقلت أجهزة الأمن الألمانية والدنماركية، بالتعاون مع “الموساد” الإسرائيلي، الأفغاني علي حسن سروري، بتهمة التجسس لصالح “فيلق القدس” الإيراني، وجمع معلومات عن أهداف إسرائيلية ويهودية في أوروبا.
وجرى توقيفه في 26 يونيو بمدينة آرهوس غرب الدنمارك، بعد متابعة استمرت شهورًا.ورغم إشارة السلطات إليه باسم “علي س”، كشفت مصادر أنه الحاج علي حسن سروري، 55 عامًا، من مواليد بهسود بأفغانستان، ويقيم في الدنمارك منذ نحو 20 عامًا.
من رجل أعمال محبوب إلى مشتبه به أمني
يُعرف علي حسن سروري داخل الجالية الأفغانية في الدنمارك كرجل أعمال محبوب وفاعل خير، وفق أحد معارفه الذي أكد عدم علمه بارتباطه بالأجهزة الإيرانية، لكنه أشار إلى زياراته المتكررة لإيران.
وتعود خلفيته السياسية إلى الحرب الأهلية بأفغانستان في التسعينيات، حيث كان عضوًا في حزب “الوحدة” بقيادة عبدالعلي مزاري، وظهر لاحقًا في صور مع محمد محقق، زعيم “الوحدة الإسلامية للشعب الأفغاني”، خلال زياراته لكابول.
شبكة مراقبة وتنصّت وتعليمات من طهران
أفادت صحيفتا “بيلد” و”دير شبيغل” بأن الاستخبارات راقبت سروري لفترة طويلة، وتتبعته في رحلاته إلى تركيا وألمانيا وإيران، حتى تم التنصّت على مكالماته مع ضابط في “فيلق القدس” مطلع 2025، حيث تلقى أوامر بتصوير أهداف يهودية في أوروبا، خاصة في برلين، منها الجمعية الألمانية-الإسرائيلية، والمجلس الوطني للأخلاقيات، ومطاعم إسرائيلية، ومقر إقامة رئيس المجلس المركزي لليهود، جوزف شوستر.
تحركات مشبوهة واعتقال مفاجئ
في أوائل يونيو، سافر سروري مع أسرته من الدنمارك إلى برلين، حيث صوّر عشرة مواقع مستهدفة، ثم توجه إلى تركيا لتسليم المواد للمسؤولين عنه. وبعد عودته في 22 يونيو، اعتقلته قوات الأمن الدنماركية.
والمفارقة أن آخر منشور له على “فيسبوك” في نفس يوم الاعتقال أظهره مع زوجته وبناته يحتفل بتخرج ثلاث منهن، في صورة تعكس حياة عائلية هادئة.
الموساد يدخل على الخط.. وإنذار يهودي واضح
أكدت وسائل إعلام إسرائيلية، منها “واي نت نيوز”، أن “الموساد” لعب دورًا مباشرًا في تعقب سروري، وقدم معلومات حاسمة ساعدت في اعتقاله.
من جهته، وصف جوزف شوستر، رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا، الاعتقال بأنه “ناقوس إنذار قوي”، مشيدًا بسرعة تحرك الأجهزة الأمنية، ومشيرًا إلى أن سروري كان تحت مراقبة مكثفة من الاستخبارات الدنماركية ووكالة حماية الدستور الألمانية منذ فترة طويلة.
ماذا بعد؟
وفي تعليق لوزير الخارجية الألماني، أكد أن تأكيد التهم الموجهة إلى سروري “سيثبت أن إيران تشكل تهديدًا حقيقيًا لليهود في أنحاء العالم”، ما يعكس خطورة القضية سياسيًا وأمنيًا، خاصة في ظل تصاعد نشاط “فيلق القدس” في أوروبا، وارتباطه بمحاولات استهداف معارضين إيرانيين ومنشآت إسرائيلية على الساحة الأوروبية.