ماذا حدث؟
في تحول سياسي لافت، تولى أحمد الشرع، المعروف سابقًا بـ”أبو محمد الجولاني”، رئاسة سوريا بعد سنوات من قيادته لجماعة “هيئة تحرير الشام”، التي كانت تُعتبر من أبرز الفصائل المسلحة في البلاد. جاء هذا التطور بعد سلسلة من التفاهمات السياسية والتغيرات في المشهد السوري، مما أثار جدلاً واسعًا حول مستقبل البلاد تحت قيادته، سيما وأن الهيئة كانت مصنفة كجماعة إرهابية مسلحة لدى العديد من الدول.
من سبق الشرع؟
لم يكن أحمد الشرع الأول في هذا المسار، فقد سبقه قادة جماعات مسلحة تحولوا إلى زعماء سياسيين، مثل ياسر عرفات الذي انتقل من الكفاح المسلح إلى رئاسة السلطة الفلسطينية، ومناحيم بيغن الذي قاد منظمة عسكرية قبل أن يصبح رئيس وزراء إسرائيل. كما شملت القائمة بشير الجميل في لبنان، وجيري آدامز في إيرلندا، ونيلسون مانديلا في جنوب إفريقيا، ومقتدى الصدر في العراق، وجميعهم تحولوا من العمل المسلح إلى أدوار سياسية.
لماذا هذا مهم؟
وصول أحمد الشرع إلى الحكم يثير نقاشًا حول تحول قادة الفصائل المسلحة إلى زعماء سياسيين، خاصة في دول تشهد نزاعات داخلية. يرى البعض أن وجوده في السلطة قد يساهم في تحقيق الاستقرار نظرًا لنفوذه وقدرته على تهدئة الفصائل التي كان يقودها، بينما يثير هذا التحول تساؤلات حول مدى التزامه بالمبادئ الديمقراطية وإدارة الدولة بعيدًا عن النهج العسكري.
ماذا بعد؟
من المتوقع أن تؤثر قيادة الشرع لسوريا على السياسة الداخلية والخارجية للبلاد، داخليًا، قد يسعى إلى إعادة بناء مؤسسات الدولة ودمج الفصائل المسلحة ضمن القوات الرسمية، مما قد يؤدي إلى تهدئة الأوضاع. خارجيًا، ستراقب القوى الدولية والإقليمية تحركاته، خاصة فيما يتعلق بعلاقاته مع الدول المجاورة والتحالفات التي سيشكلها.رغم الجدل، يعكس وصول الشرع إلى الرئاسة واقعًا جديدًا في المنطقة، حيث يمكن أن يتصدر مشهد الحكم من كانوا يومًا ما على قوائم المطلوبين دوليًا.