ماذا حدث؟
في خطوة أثارت جدلًا واسعًا، فجّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب مفاجأة جديدة عندما أعلن، السبت، أن على الولايات المتحدة أن تتمتع بحق المرور المجاني لسفنها العسكرية والتجارية عبر قناتي السويس وبنما، دون دفع أي رسوم أو قيود.
وقال ترامب، عبر منشور مثير على منصته الخاصة “تروث سوشيال”، إنه وجّه وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بـ”التعامل الفوري مع هذا الملف”، مؤكدًا أن هاتين القناتين “ما كانتا لتوجدا من الأساس لولا الولايات المتحدة”، بحسب تعبيره.
رسالة قوية.. وتحرك عاجل
لم يكتفِ ترامب بالتعبير عن غضبه من فرض الرسوم، بل أصرّ على التحرك الفوري. وقال: “يجب السماح للسفن الأميركية بالمرور مجانًا عبر قناتي بنما والسويس”، مُجددًا تأكيده على أن بلاده تملك الحق في التحكم بالممرات البحرية التي ساهمت في إنشائها أو تأمينها.
وفي تأكيد آخر على هذا الموقف، كتب مستشار الأمن القومي الأميركي، مايك والتز، عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، أن الولايات المتحدة “لا يجب أن تدفع رسوم عبور قنوات تحميها بنفسها”.
قناة السويس.. شريان مصر الحيوي
تصريحات ترامب تزامنت مع ظرف اقتصادي حرج لمصر، إذ تُعد قناة السويس من أبرز مصادر النقد الأجنبي لاقتصادها الذي يتجاوز 380 مليار دولار.
وتستهدف القناة تحقيق 7 مليارات دولار إيرادات هذا العام، وفقًا لأسامة ربيع رئيس الهيئة، رغم تراجع العائدات بنسبة 61% في 2024 بسبب تحويل السفن مسارها إلى رأس الرجاء الصالح جراء هجمات الحوثيين، حيث سجلت القناة 3.9 مليار دولار فقط مقارنة بـ10.2 مليار دولار في 2023.
بنما.. ساحة مواجهة أخرى
ومن جانب آخر، زادت تصريحات ترامب من حدة الخلاف مع بنما، خاصة بعد فشل صفقة شراء ميناءين بقيمة 19 مليار دولار قادها تحالف ترأسه “بلاك روك”، وسط اتهامات بمخالفات مالية.
وجدد ترامب رغبته في استعادة السيطرة على قناة بنما، التي تمر عبرها أكثر من 40% من حركة الشحن الأميركية، مهاجمًا الرسوم “المبالغ فيها” ومطالبًا بخفضها أو إعادة القناة للسيطرة الأميركية، محذرًا من استمرار “نهب” بلاده.الرئيس البنمي، خوسيه راؤول مولينو، رد بغضب على تصريحات ترامب، واتهمه صراحة بالكذب، قائلاً: “أرفض، باسم بنما وشعبها، هذه الإهانة الجديدة لكرامتنا”.
وفي ختام العام الماضي، أكدت هيئة قناة بنما أن مساهماتها لخزانة البلاد بلغت 2.47 مليار دولار خلال السنة المالية 2024، في إشارة واضحة إلى أهمية القناة للاقتصاد البنمي، ورفضًا لأي حديث عن إعادة السيطرة الأميركية.
ماذا بعد؟
تحركات ترامب وتصريحاته العنيفة تفتح الباب أمام تصعيد محتمل في ملف الممرات المائية العالمية، خاصة مع رغبة واشنطن في بسط نفوذها التجاري والعسكري، في وقت تتزايد فيه التوترات الدولية حول التحكم بالمضائق الحيوية.