ماذا حدث؟
في 2025، لم تعد الحروب تُحسم بقرار عسكري أو ضربة واحدة، بل بخوارزميات ترسم مسار المعارك مسبقًا.
فقد أصبح الذكاء الاصطناعي محور الأمن العالمي، معيدًا تشكيل العقائد العسكرية، حيث بات التفوق يقاس بقدرة الدول على تحويل البيانات إلى سلاح والمعلومات إلى قوة نيران، لا بعدد الجنود أو الدبابات.
الذكاء الاصطناعي يُعيد هندسة الحروب
غيّر الذكاء الاصطناعي أسلوب تخطيط الجيوش وتنفيذ العمليات، عبر أنظمة ذاتية التشغيل تنفذ المهام في البيئات الخطرة دون تعريض البشر للخطر، معتمدة على معالجة البيانات واتخاذ القرار الآلي، وفق معهد ليبر.
كما أصبح أداة محورية في الاستخبارات عبر تحليل بيانات الأقمار الصناعية والطائرات المسيرة والتنبؤ بالتهديدات، إضافة إلى دوره في الأمن السيبراني برصد الاختراقات وتعزيز الدفاعات الرقمية، بحسب مجلة غرفة الحرب.
استثمارات مليارية وتحول استراتيجي
تشير بيانات غراند فيو ريسيرش إلى أن سوق الذكاء الاصطناعي العسكري بلغ 9.31 مليار دولار في 2024، مع نمو متوقع 13% سنويًا بين 2025 و2030.
وخصصت وزارة الدفاع الأمريكية 4.9 مليار دولار لأبحاث الأنظمة ذاتية التشغيل وتحليلات البيانات والطائرات والمركبات المسيرة، بينما يعزز الذكاء الاصطناعي الصيانة التنبؤية لتقليل توقف المعدات وتحسين جاهزيتها، بتوفير نحو 5 مليارات دولار سنويًا.
الذكاء الاصطناعي في ساحات المعركة
كما أعادت الأسلحة النووية تشكيل حروب القرن العشرين، يعيد الذكاء الاصطناعي رسم ساحة المعارك اليوم، لا سيما في أوكرانيا وروسيا، حيث تتسبب الطائرات المسيرة الذكية في 70–80% من خسائر الميدان.
وتعتمد كييف على مسيرات منخفضة التكلفة بمكونات تجارية، مع ابتكارات لمواجهة التشويش، إلى جانب نشر مركبات برية مسيرة لتوسيع «منطقة القتل» وتحسين دقة الضربات من 30% إلى 50%.
غزة.. نموذج واقعي لتأثير الذكاء الاصطناعي
تُظهر تجربة إسرائيل في غزة قدرة الذكاء الاصطناعي على إدارة المعارك، حيث حدد نظام “لافندر” 37,000 هدف مرتبط بحماس، مسرّعًا الضربات لكن مع زيادة الخسائر المدنية، بينما يعزز مشروع “مافن” الأمريكي جمع وتحليل بيانات الأقمار الصناعية لتسريع اتخاذ القرار وتقليل زمن تقييم التهديدات.
الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني
في بريطانيا، يستخدم الذكاء الاصطناعي للكشف عن الهجمات السيبرانية وعزل الأنظمة المتضررة، مما يقلل الضرر بنسبة 40%. وفي الهند، يُوظف لمراقبة الحدود وتتبع التحركات وتقليل الأخطاء البشرية مع تعزيز اتخاذ القرار.
ماذا بعد؟
حذر مسؤولون دوليون من أن الذكاء الاصطناعي قد يشعل سباق تسلح خارق السيطرة، مع جعل الطائرات المسيرة وأنظمة الاستهداف الآلي القتل الجماعي شبه آلي، وتعطيل أساليب التضليل التقليدية.
كما أن الاعتماد المفرط على التكنولوجيا قد يترك الجيوش عرضة لثغرات بسيطة، كما أظهرت حروب مثل الإرهاب ولبنان الثانية.