ماذا حدث؟
بينما يستعد الملك عبد الله الثاني للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن، يجد العاهل الأردني نفسه في معضلة سياسية خطيرة. الإدارة الأمريكية تمارس ضغوطًا غير مسبوقة على الأردن ومصر لقبول 1.9 مليون فلسطيني مرحّلين من غزة، مهددة بقطع المساعدات عنهما في حال الرفض.
الأردن، الذي يعتمد بشدة على الدعم الأمريكي، يواجه الآن واحدًا من أصعب قراراته الدبلوماسية. ففي حين يشكل رفض هذه الخطة ضرورة وطنية لحماية استقرار المملكة، فإن تجاهل تهديدات ترامب قد يعرض الاقتصاد الأردني لأزمة خانقة.
لماذا هذا مهم؟
هذا الضغط الأمريكي يعيد إحياء الهواجس الأردنية القديمة بشأن محاولات إسرائيل تصدير المشكلة الفلسطينية إلى الأردن، وهو السيناريو الذي لطالما رفضته المملكة باعتباره تهديدًا وجوديًا.
- الأردن يضم بالفعل أكبر عدد من الفلسطينيين خارج الأراضي المحتلة، حيث يشكّل الفلسطينيون أكثر من نصف سكانه البالغ عددهم 12 مليون نسمة.
- أي قبول بترحيل الفلسطينيين إلى الأردن قد يؤدي إلى انفجار الغضب الشعبي وتهديد استقرار النظام.
- إسرائيل واليمين المتطرف فيها يضغطان لضم أجزاء من الضفة الغربية، وهو تطور قد يعزز المخاوف الأردنية من تحول المملكة إلى “الوطن البديل” للفلسطينيين.
الأردن ليس فقط في مواجهة مع ترامب، بل يواجه أيضًا معركة داخلية مع الرأي العام، حيث ترفض النخب السياسية والشعبية في البلاد أي محاولة لقبول الفلسطينيين المرحّلين.
ماذا بعد؟
الملك عبد الله يعتمد على دعم مؤسسات الأمن والدفاع الأمريكية، حيث التقى وزير الدفاع الأمريكي قبل أيام في محاولة لتأمين موقف البنتاغون ضد خطة ترامب .
لكن الخطر الحقيقي يكمن في إمكانية قطع المساعدات الأمريكية، وهو سيناريو سيضع الأردن أمام اختبار اقتصادي صعب، خاصة أنه لا يمتلك موارد طبيعية ضخمة مثل جيرانه الخليجيين.
في النهاية، يبدو أن الملك عبد الله أمام أصعب اختبار دبلوماسي في عهده، حيث يتوجب عليه المناورة بذكاء بين الضغوط الأمريكية، والمواقف العربية، والرفض الشعبي في الداخل، فهل يستطيع النجاة دون خسائر؟