ماذا حدث؟
في تطور مفاجئ، اعتقلت السلطات السورية المفتي السابق أحمد بدر الدين حسون في مطار دمشق أثناء توجهه إلى الأردن للعلاج، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما لا يزال مصيره مجهولًا وسط تكهنات حول أسباب توقيفه.
اعتقال مفاجئ في المطار
وبحسب المعلومات التي كشفها المرصد، كان حسون قد أنهى إجراءات سفره، بل وتم ختم جوازه من قبل إدارة الهجرة والجوازات، قبل أن تحاصره مجموعة من عناصر الأمن العام، وتصطحبه إلى جهة غير معلومة. وانتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي صورة للمفتي السابق وهو معصوب العينين، ما أثار موجة من التساؤلات حول ملابسات اعتقاله.وأكدت صحيفة “الوطن” السورية أن قوات الأمن أوقفت حسون من داخل قاعة الشرف بالمطار، رغم أن السلطات كانت قد وافقت مسبقًا على سفره. وذكرت الصحيفة أن المفتي كان برفقة أفراد عائلته عندما دخلت سيارة أمنية إلى القاعة، ليتم اقتياده دون المساس بعائلته. ولم يصدر حتى اللحظة أي تعليق رسمي من وزارة الداخلية السورية حول الاعتقال أو أسبابه.
من مفتي للنظام إلى “مفتي البراميل”
شغل أحمد حسون منصب مفتي الجمهورية العربية السورية من عام 2005 وحتى إلغاء المنصب بقرار من بشار الأسد عام 2021. وعُرف بمواقفه الموالية للنظام، خاصة خلال الحرب السورية، حيث وصف الاحتجاجات الشعبية عام 2011 بأنها “أياد خارجية”، وهو الموقف الذي تبناه النظام السوري منذ اندلاع الأزمة.لكن أكثر التصريحات التي أثارت الجدل كانت فتواه الداعمة لاستخدام البراميل المتفجرة في قصف المناطق التي كانت تسيطر عليها المعارضة في مدينة حلب، مسقط رأسه، حيث ظهر على التلفزيون الرسمي مؤكدًا: “أي منطقة ستسقط عليها قذيفة ستُباد بالكامل”. هذا التصريح جعله محل انتقادات واسعة وأكسبه لقب “مفتي البراميل”.
غضب الشارع ومهاجمة منزله
وسبق اعتقال حسون موجة غضب شعبي، إذ تظاهر عشرات الشبان أمام منزله في حلب في 17 فبراير، واقتحمت مجموعة منزله، ما استدعى تدخل الأمن لحمايته وتفريق المحتجين.
ماذا بعد؟
يثير اعتقال أحمد حسون تساؤلات حول انتهاء دوره بعد إلغاء منصب المفتي، أو وجود خلافات مع النظام أدت لسقوطه من دائرة الحماية. ورغم غموض مصيره، يبقى مؤكدًا أن النظام لم يتردد في الإطاحة به عند أول فرصة، فهل يلقى مصير من سبقوه؟