ماذا حدث؟
في 6 أكتوبر 2025، تستضيف مصر محادثات غير مباشرة في شرم الشيخ بين وفد إسرائيلي برئاسة وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ووفد حماس، برعاية أمريكية بمشاركة ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، صهر الرئيس دونالد ترامب.
جاءت هذه المفاوضات لبحث تنفيذ خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة، التي أعلنها في 29 سبتمبر 2025، وتتضمن وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى (48 رهينة إسرائيلي مقابل 2500-3000 أسير فلسطيني)، وتسليم إدارة غزة لهيئة فلسطينية مستقلة تحت إشراف دولي.
أكدت الخارجية المصرية أن الاجتماعات تركز على توفير الظروف الميدانية للتبادل وتشكيل لجنة لإدارة غزة.
تتزامن المفاوضات مع قصف إسرائيلي مكثف، أودى بحياة 70 فلسطينيًا في 24 ساعة، بما في ذلك تدمير 26 مركز إيواء وجامعة الأزهر في غزة.
ومع ذلك، أعلنت حماس في 3 أكتوبر موافقتها المبدئية على الخطة، مما دفع ترامب للدعوة إلى وقف القصف الفوري.
لماذا هذا مهم؟
تمثل هذه المفاوضات فرصة حاسمة لإنهاء حرب غزة، التي دامت 23 شهرًا وأودت بحياة أكثر من 64 ألف فلسطيني، معظمهم مدنيون، وأدت إلى نزوح جماعي ومجاعة.
خطة ترامب، المدعومة دوليًا، تقدم إطارًا شاملاً يجمع بين الإفراج عن الرهائن وإعادة الإعمار، مع ضمانات للأمن الفلسطيني، مما يُعدّ خطوة نحو حل الدولتين.
دور مصر كوسيط يعزز مكانتها الدبلوماسية، خاصة في ظل التوترات الإقليمية، بينما يُظهر ترامب التزامًا شخصيًا لتحقيق إنجاز يعزز إرثه.
الموافقة المبدئية لحماس، رغم شروطها حول الانسحاب الإسرائيلي والحكم المستقل، تُشير إلى إرهاق الحركة بعد الضربات الإسرائيلية، بما في ذلك الغارة على الدوحة.
هذه المفاوضات تُبرز أيضًا الضغط الدولي المتزايد لوقف الحرب، مع إدانات من الأمم المتحدة والدول العربية للقصف الإسرائيلي المستمر.
ماذا بعد؟
إذا نجحت المفاوضات، سيبدأ التبادل فورًا، مع وقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيلي تدريجي، متبوعًا بتشكيل لجنة فلسطينية مستقلة لإدارة غزة تحت إشراف دولي، بما في ذلك “مجلس السلام” برئاسة ترامب.
ومع ذلك، يظل نزع سلاح حماس ودورها في الحكم عقبة رئيسية، حيث ترفض الحركة أي شكل من الإشراف الإسرائيلي.
الاجتماعات في شرم الشيخ قد تستمر لأيام، مع تركيز على آليات الإفراج وإعادة الإعمار، لكن القصف المستمر يُعقِّد الثقة.
على المدى الطويل، قد يؤدي الاتفاق إلى إعادة بناء غزة ومسار نحو دولة فلسطينية، لكن التوترات الإقليمية، خاصة مع إيران، قد تعرقل التنفيذ.
الترحيب الدولي، من غوتيريش وماكرون وميرتس، يُشجِّع على الالتزام، لكن نجاح الخطة يعتمد على التزام إسرائيل بالانسحاب والحركة بالتسليم، مما قد يُنهي الحرب أو يُطيلها إذا فشل.