مظاهرة هزلية أمام السفارة المصرية في تل أبيب.. ماذا أراد الإخوان؟

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

في مشهد عبثي أقرب إلى الكوميديا السوداء، نظّمت “الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني”، المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، تظاهرة أمام السفارة المصرية في تل أبيب، حملت شعارات تدعو لفتح معبر رفح ووقف ما وصفوه بـ”الحصار المصري” على قطاع غزة.

هآرتس تحتفي بالمشهد.. ومشاركة “نشطاء يهود”

المفارقة أن المظاهرة جرت تحت حماية الشرطة الإسرائيلية، وشارك فيها “نشطاء يهود” بحسب صحيفة هآرتس، في وقتٍ يتواصل فيه العدوان الإسرائيلي على غزة.

ورغم ذلك، تجاهل المحتجون الجرائم الإسرائيلية، واكتفوا بمهاجمة مصر. هآرتس رحّبت بالمظاهرة، ووصفتها بأنها احتجاج على “دور مصر في الحصار”، في محاولة واضحة لتشويه موقف القاهرة الداعم لغزة منذ 7 أكتوبر.

المظاهرة انحراف خطير عن جوهر القضية

لم تمر المظاهرة مرور الكرام في الأوساط الفلسطينية، إذ اعتبر المحلل السياسي عبد المهدي مطاوع أن التظاهر أمام السفارة المصرية “انحراف خطير عن جوهر القضية”، يخدم محاولات عزل مصر عن دورها التاريخي في دعم فلسطين. وأكد أن القاهرة تتحرك إنسانيًا وسياسيًا عبر فتح المعبر والمساعدة في جهود التهدئة، وأن استهدافها الآن لا يخدم سوى الاحتلال.

حماس تنفذ أجندة الإخوان وبعض القوى الإقليمية

أما الكاتب والمحلل الفلسطيني زيد الأيوبي، فقد شنّ هجومًا حادًا على حركة حماس، معتبرًا أنها “أداة في يد قوى إقليمية” تنفذ أجندات جماعة الإخوان والتنظيم الدولي.

وقال في تصريحات لقناة “إكسترا نيوز” إن حماس تتجاهل عمدًا التعقيدات التي تواجه المعابر، خاصة من الجانب الفلسطيني، وتُنكر الجهود المصرية الدائمة لإدخال المساعدات.

وأشار الأيوبي إلى أن إنكار دور القاهرة يأتي ضمن سياق سياسي واضح يخدم هذه القوى، رغم إدراك المجتمع الدولي أن الاحتلال هو المتسبب الرئيسي في الكارثة الإنسانية داخل القطاع.

دعوات مشبوهة.. تجاهل الاحتلال واستهداف مصر

وخلال اليومين الماضيين، شهدت عدة عواصم دعوات مشبوهة من حماس والتنظيم الدولي للإخوان، تطالب بالتظاهر أمام السفارات المصرية بالخارج، في تجاهل كامل لأي احتجاجات أمام السفارات الإسرائيلية أو الأميركية، أو حتى أمام الكنيست ووزارة الدفاع الإسرائيلية، ما يعكس بوضوح التضليل المتعمد حول المسؤول الحقيقي عن العدوان.

وفي تعليق لعدد من الخبراء الفلسطينيين المختصين بالشأن الإسرائيلي، أبدوا استغرابهم من سماح تل أبيب للحركة الإسلامية المحظورة ـ فرع رائد صلاح ـ بالتظاهر بحرية أمام السفارة المصرية، وهو ما اعتبروه دليلًا على التنسيق والتقاطع الواضح بين عناصر الحركة والسلطات الإسرائيلية.

ماذا بعد؟

تبدو المظاهرة وكأنها جزء من حملة دعائية مشبوهة تسعى لتقليب الرأي العام ضد مصر، في لحظة تاريخية حساسة، تلعب فيها القاهرة دورًا محوريًا في حماية الشعب الفلسطيني والدفاع عن قضيته، وهو ما لا تُطيقه بعض الأطراف، سواء في الداخل أو الخارج.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *