محمد عبدالكريم الغماري.. كيف قُتل رئيس أركان الحوثيين؟

محمد عبدالكريم الغماري.. كيف قُتل رئيس أركان الحوثيين؟

ماذا حدث؟

أعلنت جماعة الحوثيين في 16 أكتوبر 2025 مقتل رئيس أركان قواتها، اللواء محمد عبد الكريم الغماري، ونجله حسين (13 عاماً)، وبعض مرافقيه، في غارات أمريكية-إسرائيلية خلال “معركة طوفان الأقصى”، وفق بيانها الرسمي الذي وصف الوفاة بـ”شهادة سعيدة ضمن قافلة العظماء على طريق القدس”.

تأخر الإعلان لأكثر من شهرين، حيث وقعت الضربة في 19 أغسطس 2025 في جبلية قرب صنعاء، أثناء تحرك موكبه، مما أدى إلى إصابة الغماري البالغة أدت إلى فقدان ساقه ووفاته بعد أيام، كما أفادت مصادر “ديفانس لاين” المتخصصة في الشؤون الأمنية. كانت الغارة دقيقة استهدفت اجتماعاً للمجلس العسكري الحوثي، أسفرت عن مقتل 10 قياديين آخرين، بما في ذلك رئيس الحكومة الحوثية، وفق إعلان إسرائيلي

 استخدمت الحوثيون وسائل إعلامية لنشر تصريحات مكتوبة منسوبة له للتستر على حالته، وأخفت مقتل ابنه عن أسرته، وعيّنت الجماعة يوسف حسن إسماعيل المداني خلفاً له.

الغماري، الذي تلقى تدريبات في إيران وحزب الله، كان مدرجاً على عقوبات الأمام والخزانة الأمريكية منذ 2021، ويواجه حكماً بالإعدام في مأرب.

لماذا هذا مهم؟

يمثل مقتل الغماري ضربة قاصمة للهيكل العسكري الحوثي، الذي يعتمد على قيادات مدربة إيرانياً لإدارة عمليات الصواريخ والطائرات المسيّرة، مما يُعيق قدراته في “إسناد غزة” بعد هجمات في البحر الأحمر وإسرائيل.

أهميته تكمن في أنه يُعزز حملة الإسرائيلية-الأمريكية ضد “محور المقاومة”، حيث كان الغماري مسؤولاً عن شبكات تسليح متطورة (صواريخ باليستية، عبوات ناسفة)، مما يُقلل التهديد الإقليمي بعد مقتل قيادات في غزة ولبنان.

داخلياً، يُثير الإعلان المتأخر غضباً في اليمن، حيث يُتهم الحوثيون بالكذب، مما يُضعف شرعيتهم في صعدة وحجة، ويُعزز دعم التحالف الجنوبي. دولياً، يُبرز فعالية الاستخبارات الإسرائيلية في الضربات الدقيقة (مثل غارة حدة في يونيو)، ويُعقد مفاوضات وقف إطلاق النار في اليمن، حيث يُطالب الحوثيون بضمانات أمنية.

اقتصادياً، يُعيق تفكيك الشبكات الإيرانية، مما يُطيل أمد الأزمة الإنسانية (مليون نازح في اليمن).

سياسياً، يُعجل بتعيين المداني رسميًا، لكنه يُثير مخاوف من تصعيد حوثي، كما في بيان الجماعة الذي وعد بـ”جزاء رادع” لإسرائيل.

ماذا بعد؟

مع تعيين المداني، من المتوقع استمرار العمليات الحوثية في البحر الأحمر وإسرائيل، لكن بضعف تنظيمي، مما قد يُدفع المفاوضات الأمريكية-السعودية لوقف إطلاق النار في اليمن، خاصة بعد غزة.

إسرائيل قد تُكثف الغارات على قيادات حوثية مثل وزير الدفاع العاطفي (مفقود منذ أغسطس)، مما يُعزز “الضربات الاستباقية”.

داخلياً، قد يُثير الإعلان احتجاجات في صعدة، مما يُضعف الحوثيين أمام التحالف الجنوبي.

دولياً، ستُطالب الأمم المتحدة بتحقيق في الغارة كـ”جريمة حرب”، لكن عقوبات أمريكية إضافية على الجماعة محتملة.

في النهاية، يعتمد التصعيد على رد الحوثيين، حيث قد يُؤدي إلى حرب أوسع أو تفاوض، مما يُعيد تشكيل “محور المقاومة” بعد خسائرها في 2025.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *