متى تدخل وسائل الإعلام الدولية قطاع غزة؟

متى تدخل وسائل الإعلام الدولية قطاع غزة؟

ماذا حدث؟

منذ بداية الحرب في غزة يوم 7 أكتوبر 2023، فرضت إسرائيل حظراً كاملاً على دخول الصحفيين الأجانب إلى القطاع بشكل مستقل، مما أدى إلى اعتمادهم على الصحفيين الفلسطينيين المحليين لتغطية الأحداث، رغم مقتل 197 منهم حتى أكتوبر 2025، وفق منظمة ” لجنة حماية الصحفيين” (CPJ).

استمر الحظر حتى بعد وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر 2025، حيث سمحت إسرائيل فقط بدخول صحفيين متضامنين معها أو في رحلات “مضمنة” قصيرة ومُراقبة عسكرياً، كما حدث مع فريق “إيه بي سي” الأسترالي في أغسطس 2025 لزيارة موقع كرم أبو سالم.

في أكتوبر، ناقشت وزارات الخارجية والعدل الإسرائيلية تخفيف القيود جزئياً، لكن المناقشات لم تُثمر، رغم طلبات من 28 دولة (بما فيها بريطانيا وفرنسا) ومنظمات مثل ” مراسلون بلا حدود ” (RSF).

رفعت جمعية الصحافة الأجنبية في إسرائيل (FPA) دعوى أمام المحكمة العليا الإسرائيلية في سبتمبر 2024، مدعومة بـCPJ، لكن المحكمة أجلت الجلسات مراراً بناءً على طلب الحكومة، مع جدولة جلسة في 23 أكتوبر 2025.

لماذا هذا مهم؟

يُعد الحظر انتهاكاً لحقوق الصحافة وحرية التعبير، المكفولة بموجب المادة 19 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، ويُحرم الجمهور العالمي من صورة موضوعية للأحداث، مما يُعزز الدعاية ويُفاقم التوترات، كما حذرت RSF وCPJ.

أهميته تكمن في أنه يُعيق توثيق الانتهاكات، حيث قُتل 237 صحفياً (معظمهم فلسطينيون) في أكثر الحروب فتكاً بالصحفيين، ويُجبر الإعلام على الاعتماد على مصادر محلية مُتهمة بالتحيز، مما يُشوه الحقيقة عن الدمار (55 ألف قتيل فلسطيني، دمار 80% من غزة). سياسياً، يُعكس سياسة السيطرة على السرد، كما وصفها فيل تشيتويند من “أسوشيتد برس”، حيث تُتهم إسرائيل بمنع الكشف عن “تأثير الحملة العسكرية”، مما يُغذي الاتهامات بالإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية.

إقليمياً، يُعيق السلام، حيث يُشجع على الشفافية لتعزيز الثقة، ويُعزز دور الإعلام في التحقيقات مثل تقرير CPJ عن “استهداف متعمد” للصحفيين.

عالمياً، يُضعف مصداقية إسرائيل، كما في فيلم “بي بي سي” في سبتمبر 2025 الذي قارن الوصول إلى غزة بغزو نورماندي والحرب في أوكرانيا.

ماذا بعد؟

مع تحديد جلسة المحكمة العليا في 23 أكتوبر 2025، من المتوقع قراراً يُجبر إسرائيل على السماح بدخول مستقل، مدعوماً بضغوط دولية مثل 28 دولة ومنظمات الصحافة، مما يُتيح تغطية أوسع للإعادة الإعمار ويُقلل الاعتماد على الصحفيين المحليين المنهكين.

إذا نجح، ستُعزز الشفافية التحقيقات في جرائم الحرب، كما في دعوى جنوب أفريقيا، وتُعيد الثقة في الإعلام، لكن الفشل يُهدد بمزيد من الانتهاكات، خاصة مع اتهامات إسرائيل للصحفيين بالتعاون مع حماس.

إقليمياً، قد يُشجع الوصول على مفاوضات أوسع، لكن السيطرة الإسرائيلية على المعابر (مثل كرم أبو سالم) تُعيق الدخول.

في النهاية، يعتمد وصول الصحفيين على الضغط الدولي، حيث قد يُصبح قطاع غزة “مسرحاً” للشفافية أو يبقى مغلقاً، مما يُؤثر على السرد العالمي للأحداث ويُعيق السلام.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *