ما مصير مقاتلي حماس خلف الخط الأصفر؟

حماس على مفترق طرق.. ما المسلك الذي ستختار؟

ماذا حدث؟

في أواخر أكتوبر وأوائل نوفمبر 2025، أفادت مصادر في حركة حماس أن مفاوضات مكثفة تجري عبر وسطاء مصريين وقطريين لتأمين خروج عشرات مقاتلين من “القسام” عالقين خلف “الخط الأصفر” في رفح وخان يونس جنوب غزة، حيث يسيطر الجيش الإسرائيلي على نحو 50% من القطاع بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ في 10 أكتوبر.

أبلغت الولايات المتحدة حماس يوم 30 أكتوبر بمهلة 24 ساعة لإجلاء عناصرها من المنطقة، مع عرض ممر آمن تحت إشراف الصليب الأحمر، لكن المهلة انتهت دون تنفيذ، ولم يُسجل عبور أي مقاتلين.

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 2 نوفمبر أن هناك “جيوبًا لحماس” في رفح وخان يونس، وأنها “ستُقضى عليها”، متهماً الحركة بالمماطلة في استخراج جثث 12 رهينة إسرائيلياً متوفياً.

نفى مسؤولون في الحركة أي مسؤولية عن هجمات، وأكدوا الالتزام بالهدنة، مع تأكيد صعوبة عمليات البحث بسبب الدمار، وأن المقاتلين كانوا يساعدون في استخراج الجثث قبل الانسحاب.

لماذا هذا مهم؟

يُمثل مصير المقاتلين العالقين اختباراً حاسماً لاستدامة وقف إطلاق النار، الذي يُعد أول هدنة طويلة الأمد في غزة منذ أكتوبر 2023، ويهدف إلى تبادل الرهائن مقابل إطلاق سجناء فلسطينيين، مع سيطرة إسرائيلية مؤقتة على نصف القطاع.

الخط الأصفر، الذي انسحب إليه الجيش في 10 أكتوبر، يُمثل حدودًا حساسة، ووجود مقاتلين هناك يُثير مخاوف إسرائيلية من “تهريب” أو هجمات، مما يُهدد بتصعيد يُعيد الحرب، خاصة مع إصرار نتنياهو على “التطهير الكامل”.

إنسانياً، يُبرز الوضع معاناة المدنيين في الجنوب، مع 211 قتيلاً منذ الهدنة، ويُعيق استخراج الجثث، مُفاقماً الألم العائلات الإسرائيلية.

دولياً، يُعتمد على وساطة أمريكية-مصرية-قطرية، مع دور الصليب الأحمر، مُعززًا الضغط لتجنب الانهيار، لكن رفض إسرائيل للممر الآمن يُشير إلى توتر داخلي يُضعف الحكومة أمام ضغوط اليمين المتشدد.

ماذا بعد؟

مع انتهاء المهلة، قد تُنفذ إسرائيل عمليات محدودة لـ”تطهير” الجيوب، كما هددت، مُعرضةً الهدنة للانهيار، مع رد أمريكي بضغط للحفاظ على الاستقرار، كما حدث في 29 أكتوبر عندما أكدت واشنطن “الالتزام الكامل”.

حماس، التي أكدت الالتزام، قد تُوافق على إجلاء تحت إشراف دولي، مقابل تسهيلات في استخراج الجثث، مُعززةً الوساطة المصرية.

على المدى القصير، ستستمر المفاوضات للمرحلة الثانية، مع إمكانية تفعيل قوة حفظ سلام دولية لتأمين الحدود، كما في خطة ترامب.

على المدى الطويل، يتطلب آمان مصير المقاتلين تنفيذاً كاملاً للاتفاق، مع نزع سلاح حماس وإدارة غزة، لكن التصعيد قد يُعيد الحرب، مُعيقًا السلام الإقليمي.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *