ماذا حدث؟
بعد احتلال إسرائيل لجزء كبير من قطاع غزة، حيث يسيطر الجيش الإسرائيلي على حوالي 75% من القطاع بحسب تقارير، ومع استمرار الحرب منذ أكتوبر 2023، أصبح مصير حركة حماس موضع تساؤل.
تبنى مجلس الوزراء الإسرائيلي قرارًا للسيطرة على مدينة غزة ونقل سكانها (حوالي 800,000) إلى الجنوب، لكن هذا القرار يواجه شكوكًا من الجيش الإسرائيلي بسبب استنزاف القوات وتعقيدات فصل المدنيين عن مقاتلي حماس، الذين يندمجون بين النازحين.
حماس، من جانبها، تتمسك بشروطها في المفاوضات، مطالبة بالإفراج عن سجناء فلسطينيين مقابل الرهائن الإسرائيليين وبدء إعادة إعمار غزة.
في الوقت ذاته، حذرت الحركة من أن السيطرة الإسرائيلية الكاملة تشكل “جريمة حرب”، مؤكدة استمرارها في التجنيد رغم خسائرها الكبيرة، حيث تحولت من جيش إرهابي إلى شبكة عصابات متفرقة.
لماذا هذا مهم؟
مصير حماس يرتبط بمستقبل غزة سياسيًا وإنسانيًا، فإسرائيل تسعى لإضعاف الحركة عسكريًا وسياسيًا، لكن استمرار وجودها، حتى كشبكة مقاومة، يعقد خطط إعادة الإعمار والحكم.
قرارات مثل السيطرة على مدينة غزة تهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية، حيث يعاني أكثر من مليوني فلسطيني من النزوح والجوع، مما يزيد الضغط الدولي على إسرائيل.
موقف حماس المتشدد، بدعم قطري وتركي، يجعل التوصل إلى حل وسط صعبًا، بينما رفض إسرائيل لدور السلطة الفلسطينية أو قوة دولية يعيق إيجاد بديل إداري.
هذا الوضع يهدد العلاقات الدبلوماسية مع دول عربية مثل مصر والأردن والإمارات، التي تشترط تقدمًا نحو حل الدولتين لدعم أي خطة.
كما أن استمرار الصراع قد يشعل انتفاضة طويلة الأمد، مما يجعل الحل السياسي ضروريًا لتجنب الفوضى.
ماذا بعد؟
بدلاً من هجوم بري واسع النطاق، يقترح بعض الكتاب الإسرائيليين إجبار حماس على خيار صعب: التخلي عن سلاحها أو تحمل مسؤولية حكم غزة المدمرة.
إسرائيل قد تعيد تموضع قواتها داخل القطاع، مقسمة إياه إلى مناطق، مع استمرار الضغط العسكري عبر الجو.
المساعدات الإنسانية ستستمر عبر آليات دولية لتجنب استفادة حماس، لكن إعادة الإعمار، التي تتطلب مليارات الدولارات، ستُربط بتسليم الرهائن ونزع سلاح الحركة.
مفاوضات مع دول عربية والسلطة الفلسطينية حول “اليوم التالي” قد تضعف موقف حماس، خاصة إذا واجهت تحالفًا دوليًا يطالب بنزع سلاحها.
ومع ذلك، رفض إسرائيل لحلول وسط، وإصرار حماس على شروطها، قد يطيل أمد الصراع، مما يتطلب ضغطًا دوليًا مكثفًا للوصول إلى اتفاق شامل يضمن استقرار غزة ويمنع فراغ السلطة.