ما مصير الجالية السودانية في الإمارات بعد قرار قطع العلاقات؟

#image_title #separator_sa #site_title

أعلنت دولة السودان التصعيد تجاه دولة الإمارات بعد يوم واحد فقط من خسارة الحكومة السودانية قضيتها أمام محكمة العدل الدولية، والتي اتهمت فيها أبوظبي بدعم مليشيا الدعم السريع والمشاركة في زعزعة استقرار البلاد.

المحكمة رفضت الدعوى بالكامل، مؤكدة عدم اختصاصها بالنظر فيها، ما شكل صفعة قانونية قوية للسودان، وأفقده إحدى أبرز أوراق الضغط الدبلوماسي والقانوني على الإمارات.

وعقب هذا التطور، أصدر مجلس الأمن والدفاع السوداني، مساء اليوم، بيانًا رسميًا أعلن فيه تصنيف دولة الإمارات كـ”دولة عدوان”، متهمًا إياها بتنفيذ أعمال عدائية تهدد سيادة السودان ووحدة أراضيه وأمن مواطنيه.

وأكد البيان أن الإمارات قدمت على مدار أكثر من عامين دعمًا عسكريًا ولوجستيًا مباشرًا وغير مباشر للمليشيات المتمردة، وتصاعد هذا الدعم مؤخرًا ليشمل أسلحة متطورة استُخدمت في استهداف منشآت حيوية في مدينة بورتسودان، ما عرض حياة أكثر من مليون مدني للخطر.

وقرر المجلس، بناءً على ذلك، اتخاذ إجراءات فورية شملت: قطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات، وسحب السفارة والقنصلية السودانية من أراضيها فورًا.

ومن جانبه، قال السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، في تصريحات خاصة لموقع “بريفليكس”، إن إعلان أي دولة عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة أخرى وسحب السفير يُعد “تعبيرًا صريحًا عن حالة غضب سياسي وبلوغ التوتر ذروته بين البلدين”.

وأوضح حجازي أن سحب السفير يُعد من أعلى درجات التصعيد الدبلوماسي، ويعكس “انعدام الثقة وعدم الارتياح للمسار الذي سلكته العلاقات”، مضيفًا: “حين تصل العلاقات إلى هذا الحد، لا يمكن السماح ببقاء سفير، ويُنظر إلى هذه الخطوة كإجراء عقابي من الجانب صاحب القرار”.

ماذا عن السودانيين في الإمارات؟

وعن مصير الجالية السودانية المقيمة في الإمارات، أكد السفير حجازي أن الدول التي تقطع علاقاتها الدبلوماسية عادة ما تُعين “سفارة بديلة لرعاية المصالح”، على غرار ما حدث في علاقات إيران بالعديد من الدول الأوروبية، حيث تتولى سفارات كالسفارة السويسرية أو الإيطالية رعاية مصالحها.

وأشار إلى أنه من الممكن أن تتولى سفارة أخرى، رعاية المصالح السودانية في الإمارات، والعكس صحيح: مضيفا “هذا التنسيق يتم باتفاق بين الدولتين، لتسيير الأمور القنصلية كإصدار الجوازات وتجديد الأوراق للمواطنين”.

الرعاية القنصلية بديل مؤقت للدبلوماسية

وتابع: “حتى في حالة قطع العلاقات، تبقى هناك اعتبارات إنسانية تتطلب وجود قناة لتقديم الخدمات للجاليات، وهو ما يُعرف بـ”رعاية المصالح”، التي قد تشمل تواجد دبلوماسيين مختصين بالملفات القنصلية”.

واختتم حجازي تصريحه بالقول: “سحب السفير أمر معروف دبلوماسيًا ويحمل رسالة قوية، لكنه لا يعني إغلاق الباب أمام الوساطات أو التهدئة مستقبلًا، إذا ما توفرت الإرادة السياسية”.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *