ما الخيارات المتبقية لإيران بعد الحرب؟

ما الخيارات المتبقية لإيران بعد الحرب؟

ماذا حدث؟

في 13 يونيو 2025، شنت إسرائيل هجومًا غير مسبوق على إيران، استهدف مواقع عسكرية ونووية حساسة، وهو الأكبر منذ حرب إيران-العراق في الثمانينيات.

شملت الضربات منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، وأنظمة الدفاع الجوي، واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين.

ردت إيران بسرعة بصواريخ باليستية على تل أبيب وحيفا، مُسببة أضرارًا كبيرة في مناطق سكنية وحكومية وعسكرية وصناعية.

جاءت الضربات الإسرائيلية في توقيت دقيق، وسط مفاوضات نووية متعثرة بين إيران والولايات المتحدة، بعد تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي اتهم إيران بتخزين 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، كافية لصنع 9-10 قنابل إذا رُفعت إلى 90%.

أوقفت إيران المفاوضات بعد الهجوم، معتبرة الولايات المتحدة، التي دعمت إسرائيل، وسيطًا غير محايد.

لماذا هذا مهم؟

يُعد هذا التصعيد نقطة تحول في الصراع الإيراني-الإسرائيلي، حيث أضعف الهجوم قدرات إيران العسكرية والنووية، لكنه دفعها إلى مواجهة مفتوحة.

يرى المرشد الأعلى علي خامنئي أن التنازل عن تخصيب اليورانيوم، كما تطالب الولايات المتحدة، يُمثل “استسلامًا” سيُعرض النظام للانهيار.

من وجهة نظر طهران، قبول الشروط الأمريكية سيُشجع إسرائيل على تصعيد هجماتها، مُعرضًا إيران لخطر فقدان الردع.

داخليًا، قد يُثير الاستسلام غضب المعارضة المتزايدة والقاعدة الموالية، التي سترى ذلك خيانة، كما أن الضربات الإيرانية على إسرائيل، رغم أضرارها، تُظهر إصرارًا على إبراز القوة للحفاظ على شرعية النظام.

إقليميًا، تُراهن إيران على تجنب ترامب للحروب، مُعتقدة أن الولايات المتحدة لن تُغامر بحرب إقليمية تُعطل التجارة العالمية وتُهدد شراكاتها الخليجية، وهذا الموقف يجعل إيران في مأزق وجودي، حيث لا يمكنها التراجع دون مخاطر، ولا التقدم دون تصعيد.

ماذا بعد؟

تواجه إيران خيارات محدودة من بينها:

أولاً، قد تُكثف هجماتها العسكرية، سواء عبر صواريخ مباشرة أو هجمات وكلاء (الحوثيون، وفصائل عراقية)، لإثبات قدرتها على الردع رغم الخسائر.

ثانيًا، قد تسعى لتطوير برنامج نووي سري كوسيلة ردع، خاصة إذا استمرت الضربات الإسرائيلية، كما حذر مسؤولون إيرانيون.

ثالثًا، قد تحاول إيران استغلال الدبلوماسية الإقليمية، بالتعاون مع دول مثل قطر أو عُمان، لتخفيف الضغط واستئناف المفاوضات من موقع قوة.

رابعًا، داخليًا، ستركز على تعبئة الرأي العام لدعم النظام ضد “العدو الصهيوني”، مع قمع المعارضة لتجنب الاضطرابات، ومع ذلك، تظل المخاطر كبيرة، فالتصعيد العسكري قد يُوسع الصراع ليشمل الولايات المتحدة، بينما قد يُؤدي التراجع إلى زعزعة النظام.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *