ما الجماعات التي تقاتلها حماس في غزة؟

ما الجماعات التي تقاتلها حماس في غزة؟

ماذا حدث؟

بعد دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ في 10 أكتوبر 2025، أعادت حركة حماس نشر عناصرها الأمنية في الشوارع لملء الفراغ الناتج عن الانسحاب الإسرائيلي الجزئي، مما أدى إلى اشتباكات عنيفة مع مجموعات مسلحة وعشائر محلية تُتهم بالتعاون مع إسرائيل.

في 12 أكتوبر، اندلعت مواجهات في حي السبعة بغزة، أسفرت عن مقتل 27 شخصاً، بما في ذلك 19 من عشيرة الدغمش (أكبر العشائر في غزة)، و8 من عناصر حماس، حسب وزارة الداخلية التابعة للحركة.

كانت الاشتباكات بين قوات حماس وأعضاء العشيرة، التي اتهمتها الحركة بالسرقة والنهب، وانتهت بإعدامات علنية لـ8 رجال مكبلي الأيدي في ساحة عامة، وُصفت بـ”التعامل مع الخارجين عن القانون”.

في خان يونس، اعتقلت حماس 60 عنصراً من “القوات الشعبية” التابعة لياسر أبو شباب، المتهم بالتعاون مع إسرائيل، بعد مواجهات أسفرت عن مقتل 32 من “عصابة عائلية” و6 من عناصر الحركة.

كما أعلنت الولايات المتحدة في 18 أكتوبر “تقارير موثوقة” عن تخطيط حماس لهجوم على مدنيين في غزة، محذرة من “إجراءات لحماية السكان” إذا حدث، بينما أكد ترامب أن “حماس ستُنزع سلاحها، ربما بعنف”.

لماذا هذا مهم؟

تُعد هذه الاشتباكات دليلاً على صراع داخلي حاد في غزة بعد الحرب، حيث تستغل حماس الفراغ الأمني لاستعادة السيطرة، متهمة العشائر مثل الدغمش وأبو شباب بالسرقة والتعاون مع إسرائيل، كما أقرت نتنياهو في يونيو 2025 بتسليح بعضها للضغط على الحركة.

أهميتها تكمن في أنها تهدد الاستقرار الذي يُفترض أن يحققه اتفاق الـ20 نقطة، الذي ينص على نزع سلاح حماس وتشكيل هيئة فلسطينية بإشراف دولي، مما يُعيق إعادة الإعمار (تكلفة 20 مليار دولار) وتدفق المساعدات (500 شاحنة يومياً).

إنسانياً، أدت إلى مقتل صحفيين مثل صالح الجعفراوي (12 أكتوبر) وأطفال، مما يُفاقم الأزمة في قطاع يعاني من 2 مليون نازح.

سياسياً، تُضعف حماس داخلياً، حيث تُتهم بـ”حرب أهلية”، وتُعزز نفوذ فتح في الضفة، لكنها تُثير مخاوف أمريكية من “انتهاك للهدنة”، مما قد يُعيد التصعيد الإسرائيلي.

إقليمياً، تُعيق السلام، حيث يُرى الصراع كـ”حرب بالوكالة” بين إسرائيل وحماس، مما يُطيل أمد التوترات في الشرق الأوسط.

ماذا بعد؟

مع استمرار الاشتباكات في السبعة وخان يونس، من المتوقع تصعيداً أمنياً لحماس للقضاء على “المتعاونين”، لكن ذلك قد يُؤجج حرب أهلية أوسع، خاصة مع دعم إسرائيلي محتمل للعشائر.

في المرحلة الثانية من الاتفاق، ستُجرى مفاوضات في شرم الشيخ حول نزع سلاح حماس لهيئة فلسطينية بإشراف دولي، مع نشر قوة استقرار إقليمية، لكن رفض الحركة قد يُعيق الإعادة الإعمار.

الولايات المتحدة قد تُتخذ “إجراءات” كما حذرت الخارجية، مثل دعم فتح أو ضغط عسكري، مما يُعزز التوتر.

إذا نجحت جهود وقف التصعيد في غزة، سيعاد الاستقرار وتُعزز السلطة الفلسطينية، لكن الفشل يُهدد بانقسام دائم.

في النهاية، يعتمد الوضع على الوساطة الأمريكية، حيث قد يُصبح الصراع “حربًا بالوكالة” أو خطوة نحو وحدة فلسطينية.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *