ماذا سيفعل ترامب في رحلته الأولى للشرق الأوسط؟

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطته للقيام بزيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية وعدد من دول الشرق الأوسط في وقت لاحق من هذا الربيع.

تُعد هذه الزيارة هي الأولى له إلى المنطقة منذ عودته إلى البيت الأبيض، في وقت تتصاعد فيه التوترات الإقليمية، وتزداد فيه مؤشرات الانخراط العسكري الأمريكي في أكثر من جبهة، من اليمن إلى غزة، ومن مضيق هرمز إلى جنوب لبنان.

يأتي هذا التحرك بعد أشهر من انشغال ترامب بفرض سياسات تجارية حمائية، وملاحقة ما يسميه بـ”أعداء الاقتصاد الأمريكي”، غير أنه الآن يُعيد بوصلة اهتمامه نحو منطقة الشرق الأوسط، التي أصبحت بؤرة توتر مشتعلة، فبينما يلوّح بالتصعيد ضد إيران، أطلقت إسرائيل العنان لهجماتها ضد غزة وجنوب لبنان، في حين تشهد المنطقة توترات متصاعدة مع تصاعد الهجمات الحوثية وتزايد نشاط الجماعات الإرهابية في عدة جبهات.

لماذا هذا مهم؟

زيارة ترامب المرتقبة تأتي في توقيت بالغ الحساسية، حيث تواجه المنطقة تحديات وجودية على أكثر من صعيد، أبرزها ملفا الصراع العربي-الإسرائيلي والتهديد الإيراني.

الرئيس الأمريكي يدخل المنطقة دون استراتيجية واضحة تجاه ملف السلام، رغم رغبته المعلنة في لعب دور “صانع السلام” وربما الفوز بجائزة نوبل.

في السعودية، سيسمع ترامب مطلبًا عربيًا مشتركًا بضرورة وجود حلّ عادل للقضية الفلسطينية، عبر مسار يؤدي إلى دولة فلسطينية مستقلة، وهو مطلب يتعارض جذريًا مع سياسة الحكومة الإسرائيلية الحالية.

كما أن مساعي ترامب لدفع نحو تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب تصطدم بعقبة كبرى: غياب أي مسار تفاوضي حقيقي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، في ظل استمرار الحرب في غزة ورفض حكومة نتنياهو لأية تنازلات.

أما على صعيد إيران، فإن العودة إلى سياسة “الضغط الأقصى” التي طبّقها ترامب في ولايته الأولى قد تؤجج صراعًا أوسع في المنطقة، خاصة وأن إسرائيل تلمّح إلى تحرك عسكري مباشر ضد البرنامج النووي الإيراني.

وفي حين تسعى دول الخليج، وعلى رأسها السعودية والإمارات، إلى التهدئة مع طهران، يبدو ترامب أكثر ميلاً للتصعيد.

وإلى جانب هذين الملفين، تشكّل التهديدات الإرهابية عاملًا إضافيًا يقلق واشنطن، خاصة في ظل استمرار نشاط القاعدة وداعش في بعض مناطق اليمن وسوريا والعراق.

كما أن الملفات الاقتصادية، من التعاون في مجالات الطاقة والتكنولوجيا، إلى تداعيات الحروب التجارية التي يشنها ترامب عالميًا، ستكون حاضرة بقوة في أجندة الزيارة.

ماذا بعد؟

السؤال الذي يفرض نفسه الآن: هل ستُعقد الزيارة فعلًا؟

رغم إعلان ترامب عنها، إلا أن الضبابية تخيّم على توقيتها وأجندتها، فالوضع الإقليمي يتغير بسرعة، والصراعات قد تتفاقم في أي لحظة، سواء في غزة أو على الحدود اللبنانية أو في مضيق هرمز.

كما أن شخصية ترامب غير المتوقعة تضيف بُعدًا آخر من الغموض، فقد يلجأ إلى إلغاء الزيارة أو قلب طاولة التوقعات في اللحظة الأخيرة.

الفرصة لا تزال قائمة أمام واشنطن لطرح مبادرات جدية، سواء على صعيد إعادة إحياء مسار السلام العربي-الإسرائيلي أو تقليص احتمالات الصدام مع إيران، كما يمكن أن تكون هذه الزيارة منصة لتعزيز الشراكات الاقتصادية والتكنولوجية مع دول الخليج.

لكن ما لم تبلور إدارة ترامب استراتيجية واضحة ومتناغمة مع تطلعات شركائها الإقليميين، فإن هذه الرحلة قد تتحول من فرصة تاريخية إلى مغامرة محفوفة بالمخاطر.

وفي ظل هذه الديناميكية المعقدة، تبقى أعين العالم مشدودة إلى الشرق الأوسط، تترقب ما إذا كانت زيارة ترامب ستُحدث اختراقًا في جدار الأزمات، أم أنها ستضيف مزيدًا من الوقود إلى نيران المنطقة المشتعلة.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *