ماذا تريد إسرائيل من الحرب مع إيران؟

ماذا تريد إسرائيل من الحرب مع إيران؟

بدأت إسرائيل في 13 يونيو 2025 هجومًا عسكريًا غير مسبوق على إيران، استهدف منشآت نووية، وأنظمة دفاع جوي، وقادة عسكريين، وعلماء نوويين.

بينما يُعد تعطيل البرنامج النووي الإيراني الهدف المُعلن، تشير الضربات واسعة النطاق وخطاب القادة الإسرائيليين، خاصة بنيامين نتنياهو، إلى طموح أكبر: إسقاط النظام الإيراني.

الأهداف المباشرة

أولًا، تسعى إسرائيل إلى تعطيل البرنامج النووي الإيراني، الذي أشار تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أنه ينتهك معاهدة الحد من الانتشار النووي.

استهدفت الضربات منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، مما ألحق أضرارًا جزئية، لكن منشأة فوردو المحصنة بقيت سليمة، وبحسب المحلل توم غروس، كانت إيران على بعد أسابيع من إنتاج يورانيوم مخصب لـ15 قنبلة نووية، مما دفع إسرائيل للتحرك فورًا.

ثانيًا، استهدفت إسرائيل أنظمة الدفاع الجوي وقادة عسكريين بارزين، مثل حسين سلامي، لإضعاف القدرات العسكرية الإيرانية.

ثالثًا، اغتيال تسعة علماء نوويين يهدف إلى إبطاء التقدم العلمي.

رابعًا، تُظهر الضربات تفوقًا استخباراتيًا وعسكريًا، معتمدة على اختراقات الموساد ودعم أمريكي لوجستي.

أخيرًا، تحدث نتنياهو مباشرة إلى الشعب الإيراني، داعيًا إلى الانتفاضة، مما يُبرز هدفًا سياسيًا أعمق.

الطموح طويل الأمد

تشير تصريحات نتنياهو، مثل “هذه فرصتكم للوقوف وإسماع أصواتكم”، واستهداف قادة عسكريين وعلماء، إلى رغبة إسرائيل في زعزعة استقرار النظام الإيراني.

أولًا، يرى خبراء مثل مايكل سينغ أن إسرائيل تأمل في إثارة انتفاضة شعبية، مستغلة الإحباط الداخلي من الاقتصاد المنهار والاحتجاجات (كحركة “المرأة، والحياة، والحرية”).

ثانيًا، تُضعف الضربات الثقة بالنظام داخليًا وإقليميًا، حيث بات وكلاء إيران (حزب الله، والحوثيون، وحماس) أقل فعالية.

ثالثًا، يقارن غروس الحملة بحرب 1967، مشيرًا إلى أنها قد تُعيد تشكيل المنطقة، مُمكنة اتفاقيات سلام مع دول مثل السعودية إذا انهار النظام.

رابعًا، يرى غروس أن انهيار النظام قد يُضعف التشدد الشيعي والسني معًا، مُعيدًا توازن القوى.

التحديات والمخاطر

أولًا، تدمير البرنامج النووي بالكامل غير ممكن عسكريًا، كما أكد المحللان تساحي هنغبي وسيما شاين، بسبب تحصين المنشآت مثل فوردو وانتشار أجهزة الطرد المركزي.

ثانيًا، العداء الشعبي لإسرائيل في إيران، حتى بين المعارضين، قد يُعيق دعوات الانتفاضة، كما أشار سينغ إلى صعوبة توحيد المعارضة.

ثالثًا، يحذر المحل بالمعهد الأطلسي جوناثان بانيكوف من أن تغيير النظام قد يُؤدي إلى قيادة أكثر تشددًا، مُفاقمًا الصراع.

رابعًا، إيران تحتفظ بخيارات انتقامية، مثل هجمات صاروخية أو سيبرانية، رغم ضعف وكلائها.

أخيرًا، الدعم الأمريكي محدود، حيث تتجنب إدارة ترامب تأييد تغيير النظام علنًا، مُركزة على دبلوماسية نووية، مما قد يُعقد خطط إسرائيل.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *