ماذا بعد الاعتراف؟.. تحديات إقامة الدولة الفلسطينية

ماذا بعد الاعتراف؟.. تحديات إقامة الدولة الفلسطينية

ماذا حدث؟

في سبتمبر 2025، أعلنت أستراليا وكندا وفرنسا اعتزامها الاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، في خطوة انضمت إليها المملكة المتحدة بشروط، تشمل وقف إطلاق النار في غزة.

هذه الخطوة، التي جاءت بعد اعتراف دول مثل أيرلندا وإسبانيا والنرويج في 2024، تعكس إجماعاً دولياً متزايداً يدعم حق الفلسطينيين في دولة، حيث أصبحت 145 دولة تعترف بفلسطين.

إسرائيل، بقيادة بنيامين نتنياهو، رفضت هذه الخطوات ووصفتها بـ”المخزية” و”مكافأة لحماس”، بينما أدان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذه التحركات، مما يعزل الولايات المتحدة عن حلفائها.

رغم رمزية الاعتراف، فإن إقامة دولة فلسطينية فعلية تواجه تحديات هائلة، كما أشار المحاضر مارتن كير في مقال نشرته “The Conversation” في 11 أغسطس 2025.

لماذا هذا مهم؟

الاعتراف بدولة فلسطين يعزز الشرعية القانونية والأخلاقية للفلسطينيين، لكنه لا يغير الواقع الميداني في غزة أو الضفة الغربية.

إسرائيل ترفض حل الدولتين، وتستمر في توسيع المستوطنات غير القانونية (أكثر من 500,000 مستوطن في الضفة و233,000 في القدس الشرقية)، مع خطط لإقامة 22 مستوطنة جديدة، وفقاً لإعلان مايو 2025.

هذه السياسات، إلى جانب جدار الفصل (700 كم) وتقسيم الضفة إلى مناطق A، B، وC بموجب اتفاقيات أوسلو، تجزئ الأراضي الفلسطينية وتعيق إقامة دولة متصلة.

إضافة إلى ذلك، الشروط الغربية، مثل استبعاد حماس من الحكم رغم دعمها الشعبي (32% مقابل 21% لفتح في استطلاع مايو 2025)، تهدد شرعية أي حكومة فلسطينية مستقبلية.

هذا الوضع يثير تساؤلات حول جدوى الاعتراف دون إجراءات ملموسة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، خاصة مع استمرار الأزمة الإنسانية في غزة، حيث تسبب الحصار في مجاعة أدانتها الأمم المتحدة.

ماذا بعد؟

تحقيق دولة فلسطينية يتطلب معالجة ثلاثة تحديات رئيسية:

1- المستوطنات وجدار الفصل: إسرائيل قد تواصل التوسع الاستيطاني والضم، مستغلة دعم الولايات المتحدة.

الدول المعترفة يجب أن تتجاوز البيانات اللفظية إلى فرض عقوبات، مثل حظر التجارة مع المستوطنات أو تعليق تصدير الأسلحة، كما اقترح خبراء مثل فتحي نمر من الشبكة الفلسطينية.

2- الحدود والسيادة: إقامة دولة تتطلب حدوداً معترف بها دولياً، لكن إسرائيل تعامل الخط الأخضر كخط هدنة، وتسيطر على 60% من الضفة (منطقة C)، مما يتطلب ضغطاً دولياً لنقل السيطرة إلى السلطة الفلسطينية.

3- الحكم: شروط استبعاد حماس قد تؤدي إلى حكومة غير شرعية، كما حدث في تجارب العراق وأفغانستان.

الدول الغربية بحاجة إلى دعم انتخابات حرة، مع ضمانات أمنية لإسرائيل، لتجنب الفوضى.

بدون إرادة سياسية قوية من الدول المعترفة، خاصة فرنسا وكندا وأستراليا، قد يبقى الاعتراف رمزياً.

إذا استمرت إسرائيل في رفض حل الدولتين، قد يتصاعد العزل الدبلوماسي لها، لكن التغيير يعتمد على موقف الولايات المتحدة، التي تبقى العائق الرئيسي أمام عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *