ليو الرابع عشر وترامب.. معركة النفوذ بين الفاتيكان وواشنطن

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

في لحظة تاريخية، انتُخب الكاردينال الأميركي روبرت بريفوست بابا للفاتيكان، ليحمل اسم ليو الرابع عشر، ويصبح بذلك أول أميركي يتولى هذا المنصب في تاريخ الفاتيكان.

لكن انتخابه لم يكن حدثًا دينيًا فحسب، بل أثار أيضًا زلزالًا سياسيًا في الولايات المتحدة، إذ رجّح تقرير لموقع بوليتيكو أن يشكّل البابا الجديد “تحديًا سياسيًا مباشرًا” للرئيس الأميركي دونالد ترامب، في ظل التباين الجذري في التوجهات والرؤى.

ترحيب رسمي وتحفّظ خفي

الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عبّر عن ترحيبه بانتخاب البابا الجديد، وأبدى رغبته بلقائه، إلا أن خلفية ليو الرابع عشر التقدمية ورسائله المتكررة عن السلام، التعددية، وبناء الجسور بين الأمم، تشير إلى مسار سياسي مغاير تمامًا لنهج “أميركا أولًا” الذي يتبناه ترامب.

منشورات مثيرة للجدل

أفادت “بوليتيكو” بانتشار منشورات على مواقع التواصل تُنسب للبابا الجديد وتنتقد ترامب ونائبه، ورغم عدم التأكد من صحتها، إلا أن تداولها يعكس توترًا محتملاً بين الطرفين.

ستيف بانون: “أسوأ كابوس للمؤيدين”

ستيف بانون، حليف ترامب الكاثوليكي، هاجم ليو الرابع عشر واعتبره “الأسوأ” لمؤيدي ترامب، مؤكدًا أن انتخابه تصويت مضاد لترامب من داخل الفاتيكان، ما يكشف تصدعات أيديولوجية كاثوليكية عالمية.

توجهات البابا الجديد المعلنة، خاصة في ما يتعلق بدعم قضايا الهجرة، والعدالة الاجتماعية، ورفض النزعة القومية الانعزالية، تضعه في مواجهة محتملة مع سياسة ترامب، التي تقوم على تشديد الهجرة والانسحاب من الاتفاقات العالمية.

ورغم قلق المحافظين بواشنطن، أعربت شخصيات بارزة مثل هيو هيويت عن ارتياحها لكون البابا أميركيًا، وتأمل أن يعزز ذلك تقارب الكنيسة مع الكاثوليك الأميركيين.

الذكاء الاصطناعي يدخل المعركة

في خطوة غير معتادة، نشر ترامب مؤخرًا عبر منصته “تروث سوشيال” صورة تم توليدها عبر الذكاء الاصطناعي تُظهره مرتديًا زي البابا، مستعيدًا دعابته السابقة التي قال فيها إنه “يطمح لأن يصبح بابا الفاتيكان يومًا ما”، وكأنها محاولة ساخرة للرد على انتخاب البابا الجديد.

من هو ليو الرابع عشر؟

وُلد البابا ليو الرابع عشر، واسمه الحقيقي روبرت بريفوست، في 14 سبتمبر 1955 بمدينة شيكاغو بولاية إلينوي، ويُعد أول أميركي يتولى منصب بابا الفاتيكان.

قبل انتخابه، شغل عدة مناصب بارزة، منها رئاسة مجمع الأساقفة منذ يناير 2023، وترؤس اللجنة البابوية لأميركا اللاتينية.

رُقي إلى رتبة كاردينال في سبتمبر 2023، ثم إلى أسقف كاردينال في فبراير 2025، حيث عُيّن بأبرشية ألبانو قرب روما.

يتقن ست لغات تحدثًا وكتابة، منها الإنجليزية والإسبانية، ويقرأ اللاتينية والألمانية، ما يعزز تواصله مع رجال الدين عالميًا.

ماذا بعد؟

الاختلاف السياسي بين البابا الأميركي التقدمي والرئيس الأميركي المحافظ قد يعيد تشكيل علاقة الكنيسة بالبيت الأبيض، في مواجهة دولية غير مسبوقة.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *