لماذا يتظاهر فلسطينيون داخل إسرائيل ضد القاهرة؟

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

في خطوة غير مألوفة تنذر بتصعيد رمزي لافت، يستعد عدد من الناشطين والشخصيات الدينية من الداخل الفلسطيني لتنظيم مظاهرة احتجاجية أمام السفارة المصرية في تل أبيب، يوم الخميس المقبل، اعتراضًا على استمرار إغلاق معبر رفح ومنع دخول الجرحى والمرضى والمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

المظاهرة، التي دعا إليها الشيخ نضال أبو شيخة، رئيس اتحاد أئمة المساجد في الداخل الفلسطيني، تأتي بعد تقديم طلب رسمي لتنظيمها بمرافقة المحامي خالد زبارقة، وتحمل رسالة مباشرة إلى النظام المصري برئاسة عبد الفتاح السيسي، تطالب برفع الحصار عن غزة وفتح المعبر بشكل فوري.

“رفح ليس شريان.. أصبح أداة خنق”

الشيخ نضال أبو شيخة شدد على أن هذه الخطوة تأتي من منطلق المسؤولية الدينية والوطنية تجاه أهل غزة، ورفضًا لما وصفه بـ”التواطؤ مع سياسة الحصار والتجويع الجماعي”.

وأضاف: “معبر رفح من المفترض أن يكون شريان حياة، لا وسيلة عقاب جماعي”.

صرخة من الداخل.. باتجاه القاهرة

المظاهرة، التي يتوقع أن تُقام عند الساعة الثانية ظهر الخميس، يُنتظر أن تشهد مشاركة واسعة من ناشطين وشخصيات دينية واجتماعية، في تحرك نادر يضع الدور المصري في أزمة غزة تحت مجهر الغضب الشعبي.

دعوة لحشد شعبي واسع

الشيخ نضال دعا إلى أوسع مشاركة ممكنة في المظاهرة، مؤكدًا أنها رسالة أخلاقية وإنسانية بالأساس، تعكس وحدة الصف الشعبي داخل أراضي 48، وتؤكد أن التواطؤ مع خنق غزة لن يمرّ بصمت.

ماذا بعد؟

ما يحدث لا يمكن تصديقه… مظاهرة فلسطينية ستُقام في تل أبيب، لكن هدفها ليس الاحتلال، ولا الحكومة الإسرائيلية، ولا جيشها الذي يمطر غزة بالقنابل ليلًا ونهارًا، بل هدفها هو مصر.نعم، مصر التي تفتح المعبر حين تُغلق كل الأبواب، والتي تستقبل الجرحى حين يدير العالم وجهه، والتي تحاول – رغم كل الضغوط – أن توازن بين النار والدم.

لكن فجأة، أصبحت القاهرة هي المتهم، وهي “الجلاد”، وهي من تُلقى عليه اللعنات في قلب عاصمة من يقتل ويهدم ويجرف ويحاصر.وما يحدث ليس مجرد غضب عفوي، بل تحرّك محسوب، مقصود، موجّه بعناية.

فالهتاف من داخل إسرائيل ضد مصر، وبترخيص من شرطة الاحتلال، هو اختراق واضح للمنطق والأخلاق معًا.

إنها ليست مظاهرة.. بل رسالة سياسية مشفّرة تقول إن الخطاب لم يعد موجّهًا ضد العدو الحقيقي، بل ضد الجار العربي، وكأن المطلوب هو شيطنة مصر لا دعم غزة.

هذا ليس تصعيدًا إنسانيًا.. بل انحدار في بوصلة العدل، حيث يخرج الغضب من مساره الطبيعي، ليتحوّل إلى أداة ضغط على من لا يقصف، بل يُنقذ.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *