لماذا لم يتوصل ترامب لأهم صفقتين في الشرق الأوسط حتى الآن؟

لماذا لم يتوصل ترامب لأهم صفقتين في الشرق الأوسط حتى الآن؟

ماذا حدث؟

خلال زيارته لدول الخليج (السعودية، وقطر، والإمارات) في مايو 2025، حقق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نجاحات اقتصادية كبيرة، حيث أعلن عن صفقات تجارية مع السعودية والإمارات، وطلبية قطرية لـ210 طائرات بوينغ بقيمة 96 مليار دولار.

كما ألغى عقوبات على سوريا بعد لقائه بالرئيس المؤقت أحمد الشرع، الذي كان حتى وقت قريب مطلوبًا كإرهابي، مما يعزز فرص إعادة إعمار سوريا ونفوذ دول الخليج وتركيا على حساب إيران.

لكن ترامب تجنب معالجة قضيتين رئيسيتين: إنهاء حرب إسرائيل ضد حماس في غزة، وإبرام اتفاق نووي مع إيران.

لم يزر ترامب إسرائيل، ولم يقدم مبادرات جديدة لوقف إطلاق النار في غزة أو تقدم ملموس في المحادثات النووية مع إيران، رغم إجراء أربع جولات تفاوض منذ أبريل 2025.

لماذا هذا مهم؟

فشل ترامب في تحقيق تقدم في هاتين القضيتين يكشف تعقيدات الدبلوماسية في الشرق الأوسط وتحديات نهجه القائم على “صنع الصفقات”.

في غزة، كان ترامب يأمل أن يستمر وقف إطلاق النار الذي أُبرم قبل تنصيبه في يناير 2025، لكنه انهار في مارس عندما استأنفت إسرائيل قصفها، مدفوعة بإصرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على مواصلة الحرب ضد حماس.

السعودية والإمارات لا يمكنهما تجاهل معاناة الفلسطينيين، كما لا تستطيع السعودية التطبيع مع إسرائيل دون تقدم نحو دولة فلسطينية، وهو مطلب يرفضه نتنياهو.

غياب ترامب عن إسرائيل خلال الزيارة يعكس توتر علاقته مع نتنياهو، الذي يفتقر إلى نفوذ اقتصادي أو سياسي يقدمه لترامب مقارنة بدول الخليج.

بالنسبة لإيران، تستمر المحادثات النووية لكنها تواجه عقبات بسبب انقسام داخل إدارة ترامب: المبعوث ستيف ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو يطالبان بتفكيك كامل لبرنامج إيران النووي، بينما ترامب يبدي مرونة بشأن السماح بتخصيب مدني تحت إشراف دولي، وهو خط أحمر لطهران.

تصريحات ترامب الهجومية، التي وصف فيها إيران بـ”القوة الأكثر تدميرًا”، رد عليها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي باتهام الدعم الأمريكي لإسرائيل بزعزعة الاستقرار، مما وسّع الفجوة بين الطرفين.

ماذا بعد؟

غياب تقدم في هاتين القضيتين قد يعرقل أهداف ترامب الأوسع في المنطقة، مثل تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل ضمن اتفاقيات إبراهيم.

لتحقيق وقف إطلاق نار دائم في غزة، يتعين على ترامب الضغط على نتنياهو لقبول تنازلات، مثل الانسحاب من غزة والسماح بدور للسلطة الفلسطينية في إدارة القطاع، وهو أمر يقاومه نتنياهو لأسباب سياسية داخلية تتعلق ببقائه في السلطة.

هناك دول عربية مستعدة لإدارة انتقالية في غزة، لكنها تشترط انسحاب إسرائيل، مما يتطلب وساطة أمريكية قوية.

في الملف الإيراني، قد تستفيد إدارة ترامب من ضعف إيران اقتصاديًا وعسكريًا، خاصة بعد سقوط الأسد في سوريا وتدمير قدرات حزب الله، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على إيجاد حل وسط بشأن التخصيب النووي المدني.

تصريحات ترامب المتقلبة وتركيزه على الصفقات الاقتصادية قد يعقدان الجهود الدبلوماسية، خاصة إذا استمر في تجاهل القضية الفلسطينية.

على المدى الطويل، فإن استمرار الحرب في غزة وتأخر الاتفاق النووي قد يزيدان من عدم الاستقرار الإقليمي، مما يضعف نفوذ الولايات المتحدة مقارنة بالصين وروسيا.

لتحقيق استقرار دائم، يحتاج ترامب إلى نهج أكثر شمولية يعالج الطموحات الفلسطينية ومخاوف إيران الأمنية، بدلاً من الاعتماد فقط على الضغط العسكري والصفقات الاقتصادية.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *