ماذا حدث؟
استضاف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، حيث أعرب ترامب عن تفاؤله بمحادثات وقف إطلاق النار في غزة، واصفاً إياها بأنها “تسير بشكل جيد للغاية”.
نتنياهو، بدوره، رشح ترامب لجائزة نوبل للسلام، مشيداً بجهوده في “صنع السلام” بالمنطقة، رغم أن المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس في قطر انتهت دون نتيجة، رغم استئنافها في 8 يوليو.
الاقتراح الأمريكي يتضمن هدنة لمدة 60 يوماً، تتضمن إطلاق حماس لـ10 رهائن أحياء وجثامين 18 آخرين، مقابل انسحاب إسرائيلي جزئي من غزة، وإطلاق سراح سجناء فلسطينيين، وزيادة المساعدات الإنسانية.
مصدر فلسطيني أكد لـ”بي بي سي” أن المحادثات لم تحرز تقدماً، مشيراً إلى أن الوفد الإسرائيلي “يفتقر لتفويض حقيقي”.
لماذا هذا مهم؟
عدم الاتفاق يكشف انقسامات أساسية بين أهداف ترامب ونتنياهو، فترامب يسعى لتحقيق انتصار دبلوماسي عبر هدنة مستدامة، مستفيداً من نجاحه في وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران في يونيو 2025، لتعزيز صورته كصانع سلام.
نتنياهو، على النقيض، يواجه ضغوطاً داخلية من ائتلافه اليميني المتشدد، الذي يعارض أي هدنة دائمة ويطالب بـ”النصر الكامل” على حماس والقضاء عليها.
الخلاف الجوهري يكمن في رؤية كل طرف: حماس تطالب بوقف نهائي للحرب وانسحاب إسرائيلي كامل، بينما تصر إسرائيل على استمرار السيطرة الأمنية على غزة ومنع أي دور لحماس في الحكم.
اقتراحات نتنياهو بنقل الفلسطينيين من غزة إلى دول عربية أثارت إدانات دولية واتهامات بـ”التطهير العرقي”، مما يعقد المفاوضات.
هذه الرؤية تتعارض مع مطالب المجتمع الدولي والفلسطينيين بإقامة دولة فلسطينية، مما يجعل الهدنة المؤقتة عرضة للانهيار، كما حدث في مارس 2025 بعد هدنة يناير.
ماذا بعد؟
الأسابيع القادمة ستحدد ما إذا كان التوصل إلى هدنة ممكناً، حيث سيواصل ترامب الضغط عبر مبعوثه ستيف ويتكوف، الذي سيتوجه إلى الدوحة لاستكمال المحادثات.
نتنياهو، رغم تأييده العلني للهدنة، يواجه معارضة داخلية قد تهدد حكومته إذا تنازل كثيراً.
استمرار إسرائيل في العمليات العسكرية، مع مقتل 109 فلسطينيين في هجمات يوم 30 يونيو، يعزز الشكوك الفلسطينية بجدية إسرائيل، ففي حين تطالب حماس بضمانات لوقف دائم للحرب، ترفض إسرائيل أي التزام يحد من خياراتها العسكرية.
إذا فشلت المحادثات، قد تتدهور الأوضاع في غزة، مع استمرار الأزمة الإنسانية (57 ألف قتيل، نزوح 82% من السكان)، مما يزيد الضغط الدولي على إسرائيل.
في المقابل، قد يستغل نتنياهو نجاحاته العسكرية ضد حماس وحزب الله وإيران لتعزيز موقفه السياسي، مما يطيل أمد الحرب لتأخير محاكمته بتهم الفساد.
التوتر بين طموحات ترامب للسلام ورؤية نتنياهو للهيمنة الإقليمية سيبقي الهدنة بعيدة المنال دون تنازلات متبادلة.