لماذا لم تساعد روسيا إيران خلال الحرب؟

لماذا لم تساعد روسيا إيران خلال الحرب؟

ماذا حدث؟

في يونيو 2025، تعرضت إيران لضربات إسرائيلية وأمريكية استهدفت منشآتها، وصواريخها، وشخصيات عسكرية بارزة، مما شكل أخطر تهديد لها منذ عقود.

رغم شراكة استراتيجية وقّعتها إيران مع روسيا في يناير 2025، لم تقدم موسكو سوى دعم كلامي.

الرئيس فلاديمير بوتن، في لقائه بوزير خارجية إيران عباس عراقجي يوم 23 يونيو، أدان الضربات لكنه اقترح مناقشة حل دبلوماسي بدلاً من تقديم مساعدات عسكرية.

إيران طلبت أنظمة دفاع جوي جديدة ودعمًا لشبكتها النووية، لكن بوتن ادعى أن طهران لم تقدم طلبات جديدة.

تاريخيًا، وعدت روسيا إيران بتزويدها بمقاتلات سو-35 وأنظمة إس-400 في 2023، لكنها سلّمت فقط طائرات تدريب ياك-130، بسبب ضغوط خليجية ومشاكل إنتاج.

روسيا أيضًا لم تستبدل أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية التي دمرتها إسرائيل في 2024.

لماذا هذا مهم؟

عدم دعم روسيا لإيران يكشف حدود شراكتهما الاستراتيجية، التي تفتقر إلى التزام دفاعي مشترك.

بوتن يعطي الأولوية لمصالح روسيا، بما في ذلك تجنب التصعيد مع إسرائيل والولايات المتحدة، والحفاظ على علاقته مع الرئيس ترامب، الذي يمتنع عن فرض عقوبات على موسكو.

هذا يعكس نمطًا روسيًا في التخلي عن حلفاء في أزمات، كما حدث مع أرمينيا في ناغورنو كاراباخ (2020-2023) وسوريا بعد إطاحة بشار الأسد في 2024.

إيران، التي دعمت روسيا بطائرات مسيرة وصواريخ في أوكرانيا، تواجه عزلة متزايدة، مما يضعف موقفها كقوة إقليمية.

نقل عن نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو قوله إن روسيا “غير ملزمة بالدفاع عن إيران عسكريًا”.

هذا يهدد مصداقية روسيا كحليف، وقد يدفع إيران للاعتماد أكثر على الصين أو تسريع برنامجها النووي.

ماذا بعد؟

من غير المرجح أن تقدم روسيا دعمًا عسكريًا مباشرًا لإيران، خوفًا من مواجهة مع الولايات المتحدة أو إسرائيل، خاصة مع انشغالها في أوكرانيا.

قد تواصل موسكو تقديم دعم دبلوماسي في مجلس الأمن الدولي، أو تتوسط في مفاوضات نووية، كما عرض بوتن سابقًا.

إيران، المعزولة بعد تراجع وكلائها حزب الله والحوثيون، قد تلجأ لتكثيف تخصيب اليورانيوم سرًا، مستغلة 400 كجم من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، مما يزيد مخاطر أزمة نووية.

كبديل، قد تعتمد إيران أكثر على الصين اقتصاديًا، لكن الأخيرة أيضًا تتجنب التورط عسكريًا.

روسيا قد تستفيد من ارتفاع أسعار النفط وتحويل الأنظار عن أوكرانيا، لكن سمعتها كحليف ستتضرر إذا انهارت إيران، كما حذر الكرملين.

المنطقة قد تشهد توترات مستمرة، مع احتمال تصعيد إذا قررت إيران الرد بضربات على إسرائيل أو إغلاق مضيق هرمز.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *