ماذا حدث؟
عندما وصل دونالد ترامب إلى الرئاسة عام 2017، وجد أن الحرب في أفغانستان وصلت إلى طريق مسدود، حيث كانت الولايات المتحدة تنفق حوالي 27 مليار دولار سنويًا دون تحقيق نتائج حاسمة.
رغم نصائح فريقه الأمني بضرورة تعزيز الوجود العسكري، كان ترامب مصممًا على إنهاء التدخل الأمريكي بسرعة، ما دفعه إلى التفاوض المباشر مع حركة طالبان دون إشراك الحكومة الأفغانية.
في فبراير 2020، وقّعت إدارة ترامب اتفاقًا مع طالبان في الدوحة، تضمن انسحابًا كاملًا للقوات الأمريكية خلال 14 شهرًا، مقابل وعود طالبان بعدم إيواء الجماعات الإرهابية وإجراء محادثات مع الحكومة الأفغانية، لكن الاتفاق لم يفرض أي التزامات حقيقية على طالبان، ما جعلها تستمر في توسيع نفوذها العسكري، لتسقط كابول في أيديها لاحقًا بعد الانسحاب الأمريكي في 2021.
لماذا هذا مهم؟
اتفاق ترامب مع طالبان لم يكن مجرد انسحاب استراتيجي، بل كان تنازلًا خطيرًا أمام جماعة متمردة دون أي ضمانات حقيقية لحماية المصالح الأمريكية أو استقرار أفغانستان.
كما أن استبعاده للحكومة الأفغانية من المفاوضات أضعف موقفها، وسرّع انهيارها بعد مغادرة القوات الأمريكية.
الأخطاء الفادحة في هذه الصفقة تعكس أسلوب ترامب في السياسة الخارجية، حيث يرى أن أي صفقة، مهما كانت شروطها، أفضل من لا شيء.
هذا النهج أدى إلى انسحاب غير مدروس، مكّن طالبان من استعادة الحكم، وأضر بالمصداقية الأمريكية على الساحة الدولية، مما أضعف ثقة الحلفاء بواشنطن.
ماذا بعد؟
فشل اتفاق طالبان ليس مجرد واقعة تاريخية، بل نموذج لإدارة ترامب للمفاوضات الدولية، حيث يتكرر هذا النمط الآن في طريقة تعامله مع الحرب في أوكرانيا، حيث يسعى للحصول على “صفقة” مع روسيا حتى لو كان ذلك على حساب أوكرانيا وحلفاء الغرب.
يخشى المحللون أن يؤدي أسلوب ترامب إلى تكرار أخطاء الماضي، من خلال تقديم تنازلات كبيرة لموسكو، كما فعل مع طالبان، مما قد يمنح روسيا ضوءًا أخضر لمزيد من التوسع.
إذا استمرت هذه السياسة، فقد تجد الولايات المتحدة نفسها مجددًا في مواجهة تداعيات “صفقة سيئة”، ولكن هذه المرة مع قوة نووية كبرى.