لماذا ستخسر أمريكا تايوان إذا خسرت أوكرانيا؟

#image_title

ماذا حدث؟

تواجه الولايات المتحدة مفترق طرق في سياساتها الدفاعية، إذ تتطلب الحرب الروسية الأوكرانية دعمًا عسكريًا متواصلًا، في الوقت الذي تستعد فيه واشنطن لاحتمالية مواجهة عسكرية مع الصين بشأن تايوان.

هناك جدل متزايد حول ما إذا كان الدعم العسكري المستمر لأوكرانيا يؤثر سلبًا على قدرة الولايات المتحدة على حماية تايوان.

روسيا، التي تسعى لفرض سيطرتها على أوكرانيا، تعيد تشكيل المشهد الجيوسياسي بطريقة قد تؤثر مباشرة على مستقبل تايوان، ففي حال انتصرت روسيا، قد تصبح الصين أكثر جرأة للتحرك عسكريًا ضد الجزيرة الديمقراطية المدعومة من الغرب.

لماذا هذا مهم؟

يعتقد بعض المراقبين أن الأولوية ينبغي أن تكون لتحصين الدفاعات ضد الصين بدلًا من “استنزاف” الموارد في حرب لا تمثل تهديدًا مباشرًا لأمريكا.

إلا أن هذا الطرح يتجاهل حقيقة أن الحرب في أوكرانيا ليست مجرد صراع إقليمي، بل اختبار لقدرة الغرب على التصدي للأنظمة التوسعية، فروسيا ليست مجرد خصم في أوروبا، بل شريك استراتيجي للصين، مما يعني أن انتصارها في أوكرانيا سيعزز التحالف بين موسكو وبكين ويضعف الردع الأمريكي في آسيا.

يؤكد مسؤولون تايوانيون، وعلى رأسهم جوزيف وو، أن دعم أوكرانيا هو حجر الزاوية في منع الصين من اتخاذ خطوة مماثلة ضد تايوان، فكلما طالت الحرب الأوكرانية واستنزفت القدرات الروسية، كلما باتت الصين أكثر حذرًا في التحرك عسكريًا.

كما أن استمرار الدعم الأمريكي لأوكرانيا يؤكد للصين أن واشنطن لن تتراجع بسهولة عن التزاماتها تجاه حلفائها، مما يجعل الغزو الصيني المحتمل لتايوان محفوفًا بالمخاطر.

ماذا بعد؟

التخلي عن أوكرانيا يعني ترك المجال لروسيا للهيمنة على أوروبا الشرقية، مما سيمنحها فرصة لإعادة بناء قوتها العسكرية والاقتصادية.

إذا تحقق ذلك، فقد تجد الولايات المتحدة نفسها مضطرة لمواجهة جبهة مزدوجة في المستقبل، واحدة في أوروبا ضد روسيا، وأخرى في آسيا ضد الصين.

في المقابل، فإن استمرار دعم أوكرانيا يمكن أن يؤدي إلى إنهاك روسيا عسكريًا واقتصاديًا، مما يجعلها أقل قدرة على مساندة الصين في أي صراع مستقبلي.

ليس هناك صراع صفري بين دعم أوكرانيا وحماية تايوان، بل على العكس، تعزيز الدفاع الأوكراني يُعد استثمارًا مباشرًا في أمن تايوان، فالأسلحة التي تقدمها واشنطن لكييف ليست بالضرورة الأسلحة نفسها المطلوبة للدفاع عن تايوان، كما أن تجربة إدارة الموارد الدفاعية خلال الحرب الأوكرانية تساعد في تحسين قدرة الولايات المتحدة على الاستعداد لمواجهة الصين.

الولايات المتحدة أمام خيار استراتيجي حاسم: إما أن تنتصر في أوكرانيا اليوم، لتتمكن من حماية تايوان غدًا، أو أن تتراجع الآن، لتجد نفسها في مواجهة حرب مزدوجة ضد خصمين أقوى وأكثر جرأة.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *