في 13 يونيو 2025، شنت إسرائيل هجومًا جويًا واسع النطاق على إيران، مستهدفة منشآتها النووية الرئيسية، بما في ذلك موقع نطنز لتخصيب اليورانيوم، وأنظمة دفاعها الجوي، ومنشآت صواريخها بعيدة المدى.
يثير هذا الهجوم تساؤلات حول دوافع إسرائيل لتحدي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي عارض العملية، ومخاطرتها بحرب إقليمية.
لماذا الآن؟
أولاً، استندت إسرائيل إلى تقييم استخباراتي يُشير إلى أن إيران باتت على بعد أسابيع أو أشهر من إنتاج أسلحة نووية، حيث تمتلك 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، القابل للتخصيب السريع إلى مستوى الأسلحة.
ثانيًا، استغلت إسرائيل توقف المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، التي بدأت في أبريل 2025، بسبب رفض طهران شرط ترامب بتدمير مخزون اليورانيوم والتخلي عن التخصيب نهائيًا.
ثالثًا، رأى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فرصة استراتيجية بعد إضعاف حلفاء إيران الإقليميين (حماس، وحزب الله، والأسد، والحوثيين) منذ هجوم 7 أكتوبر 2023، مما قلل من قدرة طهران على الرد عبر وكلائها.
رابعًا، اعتمدت إسرائيل على تفوقها العسكري، بما في ذلك اختراق استخباراتي عميق وقدرات جوية متطورة، لتوجيه ضربة حاسمة.
أخيرًا، قد يكون نتنياهو قد استهدف تعزيز موقفه السياسي داخليًا من خلال عملية جريئة ضد عدو وجودي.
لماذا تحدت إسرائيل ترامب؟
على الرغم من تحذيرات ترامب بعدم تقويض المفاوضات النووية، التي كان يأمل أن تُعزز سمعته كصانع سلام، اختارت إسرائيل العمل منفردة لعدة أسباب:
أولاً، يرى نتنياهو أن أي اتفاق نووي مع إيران، مثل خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015، يُشكل تهديدًا طويل الأمد، معتبرًا إيران “الأخطبوط” الذي يجب استئصاله عسكريًا.
ثانيًا، توترت العلاقات بين نتنياهو وترامب منذ تهنئة الأول لجو بايدن في 2020، مما قلل من حساسية نتنياهو لموقف ترامب.
ثالثًا، أعطت زيارة ترامب الأخيرة للسعودية، قطر، والإمارات، دون إسرائيل، انطباعًا بأن ترامب يُعطي الأولوية للعلاقات مع الدول العربية الغنية بالنفط.
رابعًا، اعتقدت إسرائيل أن الولايات المتحدة لن تتدخل مباشرة، لكنها ستدافع عنها إذا ردت إيران، مما منحها هامشًا للمخاطرة.
أخيرًا، رأت إسرائيل أن التوقيت مثالي قبل أي تقدم دبلوماسي قد يُعيق عملية عسكرية مستقبلية.
ماذا بعد؟
في المدى القريب، ردت إيران بإطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة العشرات، بينما أدت الضربات الإسرائيلية إلى مقتل 78 شخصًا في إيران، بما في ذلك قادة عسكريون ومدنيون.
قد تلجأ إيران إلى هجمات سيبرانية أو استهداف قواعد أمريكية في الخليج، لكن إغلاق مضيق هرمز غير مرجح بسبب تداعياته الاقتصادية العالمية.
على المدى الطويل، قد تنسحب إيران من معاهدة الحد من الانتشار النووي وتُسرع برنامجها النووي، مستفيدة من مخزونها من اليورانيوم وأجهزة طرد مركزي مخفية، مما يزيد مخاطر سباق تسلح نووي إقليمي.
دبلوماسيًا، ألغت إيران مفاوضات عُمان، مما يُعقد جهود ترامب لإحياء اتفاق نووي.
إذا تصاعد الصراع، قد يُجبر ترامب على التدخل لحماية إسرائيل، مما يُهدد بحرب إقليمية تُعطل إمدادات النفط وتُزلزل الاقتصاد العالمي، والحل- بحسب موقع th econversation- يكمن في ضبط النفس وإعادة إحياء المفاوضات، لكن ذلك يتطلب تنازلات متبادلة صعبة في ظل التصعيد الحالي.