لماذا تقصف إسرائيل سوريا؟

لماذا تقصف إسرائيل سوريا؟

ماذا حدث؟

تقوم إسرائيل بشن غارات جوية على سوريا منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، مع تصعيد كبير في يوليو 2025 استهدف قوات الحكومة السورية في السويداء ودمشق.

تأتي هذه الغارات في سياق نزاع طائفي في جنوب سوريا بين ميليشيات درزية وقبائل بدوية، أدى إلى مقتل أكثر من 350 شخصًا وإصابة المئات منذ 13 يوليو 2025.

تدخلت القوات الحكومية للسيطرة على الوضع، مما دفع إسرائيل إلى شن ضربات على دبابات ومواقع عسكرية سورية، بدعوى حماية الدروز ومنع نشر قوات قرب حدودها.

على الرغم من إعلان هدنة في 16 يوليو، استمرت التوترات بسبب انهيار هدنة سابقة واتهامات متبادلة بانتهاكها.

لماذا تتدخل إسرائيل؟

1- تأمين حدودها الشمالية:

إسرائيل ترى أن الفراغ الأمني في جنوب سوريا، خاصة بعد سقوط الأسد، يشكل تهديدًا محتملاً إذا سيطرت ميليشيات معادية على المنطقة القريبة من هضبة الجولان المحتلة.

أعلنت إسرائيل أنها لن تسمح بنشر قوات أو أسلحة تهدد أمنها، وشنت غارات على البنية التحتية العسكرية السورية، بما في ذلك قصف وزارة الدفاع في دمشق ومواقع قرب القصر الرئاسي.

2- حماية الدروز كذريعة استراتيجية:

تدعي إسرائيل أنها تحمي الدروز السوريين، الذين تربطهم علاقات عائلية وتاريخية بالدروز في إسرائيل (152,000) والجولان المحتل (20,000)، حيث يخدم الدروز الإسرائيليون في الجيش ويحتلون مناصب عليا.

ومع ذلك، العديد من قادة الدروز في سوريا رفضوا التدخل الإسرائيلي، معتبرينه محاولة لاستغلال قضيتهم لتعزيز نفوذ إسرائيل.

3- إضعاف الحكومة السورية الجديدة:

إسرائيل تعارض الحكومة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع، الذي وصفه وزير الشتات عميحاي شيكلي بـ”الإرهابي والقاتل الهمجي”.

الضربات تهدف إلى تقويض قدرة الحكومة على فرض سيطرتها، خاصة في الجنوب، حيث يُنظر إلى الشرع كزعيم سابق لتنظيم إسلامي مرتبط بالقاعدة.

4- دعم سوريا الفيدرالية:

تدعم إسرائيل مطالب الأقليات، مثل الدروز والأكراد، بإقامة نظام فيدرالي يمنحها حكمًا ذاتيًا، لأن سوريا مجزأة طائفيًا تضمن هيمنة إسرائيل الإقليمية.

وزير الخارجية جدعون ساعر صرح أن دولة سورية موحدة ذات سيادة فعّالة “غير واقعية”، مما يعكس استراتيجية إسرائيل لإبقاء سوريا ضعيفة ومجزأة.

ماذا يريد الدروز؟

الدروز، البالغ عددهم حوالي 700,000 في سوريا، يتركزون في السويداء ويطالبون بحكم ذاتي ضمن نظام فيدرالي، بسبب عدم ثقتهم بالحكومة الجديدة ذات التوجه الإسلامي السني.

خلال الحرب الأهلية، حافظوا على ميليشياتهم لحماية مناطقهم من تهديدات مثل داعش.

على الرغم من إعلان الهدنة، يرفض بعض قادة الدروز، مثل حكمت الهجري، التدخل الحكومي ويطالبون بحماية دولية، بينما يدعم آخرون، مثل مجلس السويداء العسكري، دمج ميليشياتهم في الجيش السوري مع الحفاظ على نزع السلاح في الجنوب.

ماذا بعد؟

الهدنة المعلنة في 16 يوليو 2025 هشة، حيث انهارت هدنة سابقة خلال ساعات، ورغم انسحاب القوات السورية من السويداء بدأ، لكن التوترات مستمرة بسبب الخلافات حول نزع سلاح الميليشيات الدرزية والسيطرة الحكومية.

إسرائيل تواصل احتلال المنطقة العازلة في الجولان، مما ينتهك اتفاقية 1974، وتتعهد بمواصلة الضربات إذا استمرت التهديدات.

الشرع يواجه تحديًا في فرض السيادة دون إشعال صراع أوسع، بينما تعقد الضربات الإسرائيلية جهود التطبيع.

التوترات الطائفية، إلى جانب الأجندات الإقليمية، تجعل تجدد الصراع مرجحًا إذا لم يتم حل الخلافات السياسية حول الحكم الذاتي والسيادة.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *