لماذا تسرع الولايات المتحدة خطوات انسحابها من العراق؟

لماذا تسرع الولايات المتحدة خطوات انسحابها من العراق؟

ماذا حدث؟

في أغسطس 2025، بدأت الولايات المتحدة تسريع انسحاب قواتها من قواعد عين الأسد وفيكتوريا في العراق، متجاوزة الجدول الزمني المتفق عليه مع الحكومة العراقية في سبتمبر 2024، والذي نص على انسحاب تدريجي بحلول سبتمبر 2025، مع استمرار بعض القوات في إقليم كردستان حتى 2026 لدعم مكافحة داعش.

هذا التحرك جاء رغم مخاوف عسكريين ومسؤولي استخبارات أمريكيين، الذين يرون أن العراق غير مستقر بسبب تهديدات داعش المستمرة، وتأثير الميليشيات الموالية لإيران، والتوترات بين بغداد وكردستان.

مسؤول أمريكي أكد التزام واشنطن بإنهاء مهمة التحالف العسكري بحلول الموعد المحدد، مع التركيز على دعم جهود مكافحة داعش من قواعد محدودة.

الحكومة العراقية، بدورها، أعربت عن قلقها من عدم الاستقرار الإقليمي، خاصة في سوريا، لكن القرار السياسي الأمريكي بقيادة الرئيس دونالد ترامب ظل ثابتاً على الانسحاب.

لماذا هذا مهم؟

تسريع الانسحاب يعكس رغبة إدارة ترامب في تقليص الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط، لكنه يثير مخاوف من فراغ أمني قد يستغله داعش أو الميليشيات الموالية لإيران.

العراق، الذي يعاني من توترات داخلية وإقليمية، قد يواجه تحديات في الحفاظ على الاستقرار دون دعم أمريكي مباشر، خاصة مع استمرار التوترات بين بغداد وكردستان والتدخلات التركية ضد “قسد” في سوريا.

واشنطن تسعى أيضاً للحد من النفوذ الإيراني عبر مراقبة تهريب النفط والأموال، لكن اتهامات متبادلة بين بغداد وكردستان حول هذه القضية تعقد العلاقات.

قرار الانسحاب يعكس توتراً بين القيادة السياسية والعسكرية الأمريكية، حيث يخشى العسكريون تكرار سيناريو 2011، عندما أدى الانسحاب إلى عودة داعش.

هذا التحرك قد يعيد تشكيل الديناميكيات الإقليمية، مع احتمال زيادة النفوذ الإيراني.

ماذا بعد؟

من المتوقع أن تكثف الولايات المتحدة ضغوطها الاقتصادية على إيران لقطع تمويل الميليشيات، مع استمرار الدعم المحدود لمكافحة داعش من كردستان حتى 2026.

العراق قد يواجه تحديات أمنية متزايدة، خاصة إذا تصاعدت التوترات الإقليمية أو استغلت إيران الفراغ الأمني.

الحكومة العراقية ستحتاج إلى تعزيز قدراتها الأمنية والسياسية للحفاظ على السيادة، بينما قد تدفع التوترات مع كردستان إلى مفاوضات جديدة لتسوية الخلافات.

دولياً، قد يشجع هذا الانسحاب حلفاء مثل تركيا على توسيع عملياتهم ضد الأكراد، مما يزيد التوترات.

إذا فشل العراق في الحفاظ على الاستقرار، قد تضطر واشنطن لإعادة تقييم استراتيجيتها، مع احتمال عودة محدودة أو دعم غير مباشر عبر حلفاء مثل الناتو.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *