ماذا حدث؟
يرفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتن اللقاء بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لأسباب استراتيجية وسياسية.
الكرملين، ممثلًا بيوري أوشاكوف، يتحدث عن “دراسة فرصة” رفع مستوى المحادثات، دون تأكيد لقاء مباشر بين الزعيمين، بينما يشير وزير الخارجية سيرغي لافروف إلى ضرورة “إعداد دقيق” لأي لقاء على مستوى القادة.
يرى بوتن أن الحرب تستهدف المواجهة مع الغرب أكثر من أوكرانيا نفسها، ويعتبر زيلينسكي غير شرعي بسبب تأجيل الانتخابات تحت القانون العرفي.
الخطاب الروسي يقلل من شأن زيلينسكي، مشيرًا إليه بـ”نظام كييف”، وفي مايو 2025، أرسل بوتن وفدًا ثانويًا إلى محادثات في تركيا بدلاً من الحضور بنفسه.
بوتن يطالب بتسويات، مثل التنازل عن أراضٍ، لكنه لا يرى اللقاء ضروريًا إلا إذا كانت مطالبه على الطاولة.
لماذا هذا مهم؟
رفض بوتن للقاء زيلينسكي يعكس استراتيجيته في عدم الاعتراف بأوكرانيا كدولة مستقلة، معتبرًا إياها جزءًا من “التاريخ والثقافة الروسية”.
هذا الموقف، إلى جانب الدعاية الروسية التي تصور زيلينسكي كـ”نازي” أو “دمية غربية”، يجعل اللقاء تحولًا سياسيًا صعبًا يصعب تفسيره للجمهور الروسي.
كما أن بوتن يرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كوسيلة للضغط على أوكرانيا لقبول المطالب الروسية، مثل التنازل عن الأراضي.
روسيا استفادت من قمة في ألاسكا مع ترامب دون تقديم تنازلات، مع تقليص مؤقت للهجمات على أوكرانيا في أغسطس 2025، ثم استئنافها بقوة (270 طائرة مسيرة و10 صواريخ في ليلة واحدة).
هذا يشير إلى أن بوتن يفضل الضغط العسكري على التفاوض المباشر.
ماذا بعد؟
بوتن قد يوافق على لقاء إذا ضمنت الولايات المتحدة، عبر ترامب، دفع زيلينسكي لتقديم تنازلات، مثل التنازل عن أراضٍ أو التخلي عن انضمام أوكرانيا للناتو.
لكنه يتجنب أي لقاء قد يؤدي إلى “كمين” دبلوماسي، حيث يرفض زيلينسكي مطالبه.
روسيا قد تقترح محادثات جديدة في إسطنبول بوفود رفيعة المستوى، لكن دون التزام بمشاركة بوتن.
إذا فشلت جهود السلام، قد يلقي بوتن باللوم على زيلينسكي، معتمدًا على القوة العسكرية لتحقيق أهدافه.
استمرار الرفض قد يؤدي إلى تصعيد عسكري، مع استمرار روسيا في استغلال أي فراغ دبلوماسي.
