لماذا اختلفت رؤية ترامب ونتنياهو في التعامل مع إيران؟

لماذا اختلفت رؤية ترامب ونتنياهو في التعامل مع إيران؟

ماذا حدث؟

في 28 مايو 2025، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه منع إسرائيل من مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، قائلاً في مكالمة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن مثل هذا التصرف “غير مناسب الآن”.

بينما تسعى إدارة ترامب للتفاوض مع إيران حول برنامجها النووي، تظل إسرائيل متشككة في أي حل دبلوماسي، معتبرة إيران تهديدًا وجوديًا.

يفضل نتنياهو تفكيك البنية التحتية النووية الإيرانية بالكامل، بينما يركز ترامب على تحقيق “صفقة” تبرز دوره كوسيط، حتى لو كانت رمزية.

هذا الخلاف يكشف عن توترات عميقة في العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية، خاصة مع تباين المواقف بشأن غزة.

لماذا هذا مهم؟

الخلاف بين ترامب ونتنياهو يعكس أولويات متضاربة، فإسرائيل ترى أي اتفاق يسمح لإيران بالاحتفاظ بقدرات التخصيب، حتى لأغراض مدنية، تهديدًا مباشرًا، وتفضل العمل العسكري أو العمليات السرية مثل الاغتيالات والتخريب.

نتنياهو يطالب باتفاق يشبه نزع السلاح النووي في ليبيا عام 2003، بينما يسعى ترامب لتحقيق نصر دبلوماسي يعزز صورته، كما فعل مع كوريا الشمالية عام 2019.

خروج ترامب من الاتفاق النووي (JCPOA) عام 2018 سمح لإيران باستئناف تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، مما يقربها من القدرة العسكرية، لكن طهران لا تزال تتوقف عند 90% وتعرض التفاوض مقابل رفع العقوبات.

دول الخليج، مثل السعودية والإمارات، تدعم تجنب الحرب لمنع تصعيد إقليمي، بينما تعزز قطر وعمان دورهما كوسيطين.

هذا الخلاف قد يعرض العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية للتوتر، خاصة إذا أحبطت إسرائيل الجهود الدبلوماسية.

ماذا بعد؟

قد يتحدى نتنياهو ترامب ويأمر بضربات عسكرية، لكن ذلك سيثير عزلة دولية ويرهق الجيش الإسرائيلي، خاصة مع معارضة المؤسسات العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية.

بدلاً من ذلك، قد تستأنف إسرائيل العمليات السرية لتعطيل البرنامج النووي الإيراني دون استفزاز ترامب.

في غزة، يمنح ترامب نتنياهو حرية كبيرة، متجاهلاً رفض الأخير للمرحلة الثانية من وقف إطلاق النار وداعمًا خططه للاحتلال طويل الأمد وتهجير الفلسطينيين.

هذا التناقض – تقييد إسرائيل بشأن إيران وإعطاؤها الحرية في غزة – قد يعمق الانقسامات.

إذا نجح ترامب في التوصل إلى اتفاق مع إيران، قد يواجه نتنياهو ضغوطًا داخلية للتصعيد، لكن اعتماده على دعم ترامب قد يحد من خياراته.

على المدى الطويل، ستعتمد العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية على قدرة الطرفين على موازنة هذه الخلافات دون تصعيد يهدد استقرار المنطقة.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *