ماذا حدث؟
عُقد لقاء بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا لمناقشة الحرب في أوكرانيا، لكنه انتهى دون التوصل إلى وقف إطلاق نار أو تقدم ملموس نحو السلام.
ترامب وصف اللقاء بـ”المنتج للغاية”، لكنه أقر بأن “لا صفقة حتى تكتمل الصفقة”، بينما أشار بوتين إلى “تفاهمات” دون تحديد تفاصيل.
اللقاء، الذي استمر أقل من ثلاث ساعات، أثار قلق أوروبا وأوكرانيا، حيث استقبل ترامب بوتين بحفاوة (سجادة حمراء ورحلة بليموزين)، مما منح بوتين انتصارًا رمزيًا بكسر عزلته الدولية.
استمرار بوتين في المطالبة بضم مناطق شرق أوكرانيا دون تقديم تنازلات، وغياب أوكرانيا عن المحادثات، زادا من التوتر.
ردًا على ذلك، يعقد ترامب لقاءً في 18 أغسطس بالبيت الأبيض مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبيين مثل أورسولا فون دير لاين، وفريدريك ميرز، وإيمانويل ماكرون، وكير ستارمر، لمناقشة ضمانات أمنية لأوكرانيا.
لماذا هذا مهم؟
اللقاء في ألاسكا أثار مخاوف أوروبا وأوكرانيا من أن يتوصل ترامب وبوتين إلى اتفاق يتجاهل سيادة أوكرانيا أو يضعف التحالف الغربي.
أوروبا تخشى أن يؤدي نهج ترامب، الذي يبدو أقل التزامًا بدعم أوكرانيا، إلى تقليص النفوذ الأمريكي وتحميل أوروبا مسؤولية دفاعية أكبر.
زيلينسكي أكد أن أي اتفاق بدون أوكرانيا “ميت”، بينما يرى الأوروبيون أن ضمانات أمنية، تشمل حماية مشابهة للمادة 5 في الناتو، ضرورية لسلام دائم.
اللقاء عزز موقف بوتين دوليًا، حيث استغل الدعاية الروسية الحفاوة الأمريكية للقول إن روسيا لم تعد منبوذة.
في أوكرانيا، أثار اللقاء غضبًا وإحباطًا، حيث يُنظر إلى بوتين كمجرم حرب مسؤول عن مقتل مئات الآلاف، وتسبب الحفاوة به في صدمة نفسية للأوكرانيين.
التقدم العسكري الروسي في دونيتسك يزيد من التحديات، مما يجعل الضمانات الأمنية محورية في لقاء 18 أغسطس.
ماذا بعد؟
لقاء البيت الأبيض سيحدد ما إذا كانت أوروبا قادرة على قيادة جهود السلام بدعم أمريكي محدود.
إذا وافق ترامب على ضمانات أمنية لأوكرانيا، قد يفتح ذلك الباب لتسوية تحفظ سيادة أوكرانيا، مما يجعل تنازلات إقليمية مؤقتة مقبولة.
أوروبا، عبر “ائتلاف الراغبين”، تسعى لضمان مشاركتها في القرارات، خوفًا من اتفاق ثنائي أمريكي-روسي.
إذا فشل التنسيق، قد يستغل بوتين الانقسامات الغربية، مما يعرض 80 عامًا من الاستقرار الأوروبي للخطر.
على المدى الطويل، يتطلب الأمر زيادة في الإنفاق الدفاعي الأوروبي وتنسيقًا أوثق لحماية أوكرانيا ومنع تصعيد روسيا في دول أخرى مثل البلطيق.