ماذا حدث؟
هجمت إسرائيل على البرنامج النووي الإيراني، ودفاعات إيران الجوية، وقيادات الحرس الثوري، مما أسفر عن مقتل علماء نوويين وقادة عسكريين بارزين، وردت إيران بإطلاق 370 صاروخًا باليستيًا ومسيرات على إسرائيل، مما تسبب في 24 قتيلًا و592 جريحًا.
ذه التصعيدات أثارت مخاوف من حرب إقليمية واسعة، خاصة مع إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن إمكانية توسيع العمليات ضد إيران.
الولايات المتحدة، بقيادة إدارة ترامب، تواجه تحديًا في احتواء الصراع، حيث تمتلك نفوذًا على إسرائيل لكنها تجد صعوبة في ردع إيران التي تعتمد على وكلائها: حزب الله، والحوثيين، والميليشيات الشيعية لتجنب مواجهة مباشرة.
لماذا هذا مهم؟
تزيد التوترات الحالية من مخاطر حرب إقليمية قد تُكلف الولايات المتحدة اقتصاديًا وعسكريًا، خاصة مع ارتفاع أسعار النفط التي قفزت 10 دولارات للبرميل بعد هجمات إسرائيل وتهديد الاستقرار العالمي.
بحسب كارولين زير المحللة بالمعهد الأطلسي، فيمكن للولايات المتحدة تقليل هذه المخاطر عبر قيادة هادئة وخطوات استراتيجية.
إيران لا ترغب في حرب شاملة مع أمريكا، لكنها قد تُضطر للرد إذا شعرت بتهديد وجودي، مما يُعقد الدبلوماسية.
محللون حذروا من أن أي تصعيد قد يجر الولايات المتحدة لمواجهة مباشرة مع إيران إذا تعرضت مصالحها للهجوم.
الولايات المتحدة تمتلك نفوذًا عسكريًا واقتصاديًا على إسرائيل، لكن الأخيرة قد تتجاوز الجهود الأمريكية للتهدئة إذا رأت فرصًا لإضعاف إيران.
كيف يمكن للولايات المتحدة الحد من الخطر؟
تقترح زير خمس خطوات رئيسية لاحتواء التصعيد:
1- تعزيز الوضع العسكري: نشر مدمرات مزودة بدفاعات صاروخية في شرق المتوسط، زيادة الطائرات الحربية في الخليج ودييغو غارسيا، ووضع وحدات إضافية في حالة تأهب. هذا يُظهر لإيران أن تكلفة مهاجمة القوات الأمريكية أو إسرائيل باهظة، مع الحفاظ على نهج قائم على الشروط لسحب القوات لاحقًا.
2- تقليص الوجود المدني: الانتقال من المغادرة الطوعية إلى المغادرة الإلزامية للأفراد غير الضروريين من منشآت وزارة الخارجية في المنطقة. هذا يُقلل الضغط على القوات الأمريكية لحماية المدنيين ويُشجع الشركاء الإقليميين على التهدئة لتجنب تقليص الوجود الأمريكي.
3- تحديث خطط الإجلاء: مراجعة خطط إجلاء غير المقاتلين من إسرائيل والأردن، مع تحديد محفزات التنفيذ، مثل توقف المطارات التجارية، والتنسيق مع الحلفاء لتجنب الفوضى.
4- الاستعداد لضرب إيران: إعداد خيارات عسكرية للرد بقوة إذا هاجمت إيران القوات أو القواعد الأمريكية، استهداف نقاط ضعف إيران الجديدة مثل مواقع عسكرية مكشوفة أو مقرات الحرس الثوري.
5- إدارة الأزمات: توزيع الموارد بين الأزمات العالمية، مع التركيز على الجيش الأمريكي كأداة رئيسية لمنع حرب إقليمية، مما يسمح للإدارة بمعالجة أولويات أخرى.
ماذا بعد؟
النجاح في تقليل المخاطر يعتمد على الدبلوماسية الموازية للقوة العسكرية، حيث يمكن للولايات المتحدة الضغط لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي للمطالبة بوقف إطلاق النار.
لكن، أي هجوم إيراني على الأصول الأمريكية قد يُجر واشنطن لمواجهة مباشرة، وإسرائيل قد تُوسع هجماتها إذا رأت إيران ضعيفة، مما يُعقد جهود التهدئة.
إيران، رغم خسائرها، قد تُكثف هجمات وكلائها أو تُسرع برنامجها النووي كرادع، لذلك فالولايات المتحدة بحاجة إلى موازنة دعم إسرائيل مع ردع إيران دون الانجرار لحرب، مع تشجيع الشركاء الإقليميين مثل السعودية والإمارات على الوساطة لتجنب فوضى إقليمية.