كيف يخطط ترامب لإنهاء فضيحة إبستين؟

كيف يخطط ترامب لإنهاء فضيحة إبستين؟

ماذا حدث؟

يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عاصفة سياسية متصاعدة تتعلق بملفات جيفري إبستين، المتهم بجرائم الاتجار الجنسي والذي توفي في السجن عام 2019.

حاول ترامب، خلال ظهوره في المكتب البيضاوي يوم الثلاثاء، 22 يوليو 2025، تهدئة الجدل المثار حول إبستين، لكنه أثار المزيد من الجدل بدلاً من ذلك.

اتجه ترامب إلى توجيه اتهامات للرئيس السابق باراك أوباما، متهماً إياه بـ”الخيانة” بناءً على مذكرة مضللة أصدرتها مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد، زاعمة أن إدارة أوباما اختلقت تدخلاً روسياً في انتخابات 2016 لإلحاق الضرر بترامب.

كما أعلن نائب وزير العدل تود بلانش، المحامي السابق لترامب، عن خطة غير معتادة للقاء غيسلين ماكسويل، المدانة بالسجن 20 عاماً لدورها في شبكة إبستين، لاستكشاف ما قد تعرفه ولم تكشفه بعد.

هذه الخطوة أثارت تساؤلات، حيث إن ماكسويل قد تسعى لتقديم معلومات مقابل تخفيف عقوبتها.

في الوقت نفسه، أرجأ رئيس مجلس النواب مايك جونسون التصويت على إجراءات تطالب بالشفافية في قضية إبستين حتى سبتمبر، مما أثار استياء بعض أنصار ترامب.

كما كشفت تقارير عن صور من زفاف ترامب عام 1993 تظهر إبستين، لكن البيت الأبيض وصفها بأنها خارج السياق ولا تدل على شيء مشبوه.

لماذا هذا مهم؟

تكمن أهمية هذه القضية في أنها تكشف عن محاولات ترامب لاستخدام أجهزة الحكومة الفيدرالية، مثل وزارة العدل ومجتمع الاستخبارات، لخدمة أجندته السياسية الشخصية، مما يثير مخاوف من تحويل هذه المؤسسات إلى أدوات للدفاع عنه بدلاً من حماية المصلحة العامة.

خلال حملته الانتخابية، وعد ترامب بالكشف عن ملفات إبستين، مما أثار توقعات كبيرة بين أنصاره، خاصة أولئك الذين يؤمنون بنظريات المؤامرة حول “الدولة العميقة”.

ومع ذلك، أعلنت وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي في مذكرة صدرت في يوليو 2025 أنه لا توجد أدلة على وجود “قائمة عملاء” لإبستين أو أنه تم قتله، مما أثار غضب أنصار ترامب الذين يرون في هذا تراجعاً عن الوعود.

هذا الغضب يهدد بتفتيت قاعدة ترامب الشعبية، حيث يرى البعض أن إدارته أصبحت جزءاً من النظام الذي وعد بتفكيكه.

تصرفات ترامب، مثل توجيه اتهامات لأوباما وإرسال بلانش للقاء ماكسويل، تبدو كمحاولات لصرف الانتباه عن القضية، لكنها تزيد من الشكوك حول دوافعه، خاصة مع وجود علاقات شخصية سابقة مع إبستين.

هذه الأزمة تسلط الضوء أيضاً على تأثير نظريات المؤامرة، مثل تلك التي يروج لها أنصار QAnon، على السياسة الأمريكية، مما يجعل الأمر أكثر تعقيداً.

ماذا بعد؟

من غير المتوقع أن تنتهي هذه الأزمة قريباً، حيث إن محاولات ترامب لإخماد الجدل، سواء من خلال هجومه على أوباما أو من خلال إرسال بلانش للقاء ماكسويل، فشلت في تهدئة أنصاره أو الرأي العام.

قد تكون خطوة بلانش محاولة لإظهار الشفافية، لكنها محفوفة بالمخاطر، حيث يمكن أن تقدم ماكسويل معلومات مضللة للحصول على تخفيف في عقوبتها، مما قد يعزز نظريات المؤامرة بدلاً من إنهائها.

كما أن تأخير جونسون للتصويت على إصدار ملفات إبستين حتى سبتمبر يعطي انطباعاً بمحاولة التعتيم، مما قد يزيد من غضب قاعدة ترامب. لجنة الرقابة في مجلس النواب تخطط لاستدعاء ماكسويل، مما قد يبقي القضية حية في الأخبار.

إذا استمر ترامب في تجاهل مطالب أنصاره بالشفافية، فقد يواجه مخاطر سياسية، بما في ذلك فقدان دعم جزء من قاعدته، خاصة أولئك الذين يرون في قضية إبستين رمزاً لمحاربة “الدولة العميقة”.

ومع ذلك، فإن قدرة ترامب على استعادة السيطرة على الرواية لا يمكن التقليل من شأنها، حيث أظهر في الماضي مهارة في تحويل الانتقادات إلى هجمات مضادة تعزز قاعدته.

على المدى الطويل، ستعتمد نتيجة هذه الأزمة على ما إذا كان ترامب قادراً على تقديم شيء ملموس يرضي أنصاره دون تعريض نفسه لمزيد من التدقيق، أو ما إذا كانت القضية ستستمر في التأثير على مصداقيته وسط تصاعد التوترات داخل حركته السياسية.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *