ماذا حدث؟
أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إثارة الجدل حول رؤيته لمستقبل غزة، حيث اقترح تحويل القطاع إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”، وهو مقترح يقضي بإعادة توطين الفلسطينيين في مناطق أخرى ومنعهم من العودة.
ورغم تراجع الضجة الإعلامية حول الفكرة، إلا أن ترامب لم يتخلَّ عنها تمامًا، حيث أكد في مقابلة مع “فوكس نيوز” أن مصر والأردن رفضتا خطته، لكنه أضاف بثقة: “يقولون إنهم لن يقبلوا، وأنا أقول إنهم سيفعلون”.
ووسط هذا الجدل، نشر ترامب فيديو تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي يصور غزة كمنتجع سياحي فاخر، في مشهد يعكس طبيعة أسلوبه في إثارة الجدل لتحقيق مكاسب سياسية.
لماذا هذا مهم؟
تعكس تصريحات ترامب أسلوبه في استخدام “الاستفزاز السياسي” لإعادة تشكيل النقاشات التقليدية حول قضايا الشرق الأوسط.
خلال فترته الرئاسية الأولى، أطلق وعودًا كثيرة لم تتحقق، مثل إجبار المكسيك على دفع ثمن الجدار الحدودي، أو جعل السعودية تمول إعادة إعمار سوريا.
كما أن طرحه فكرة تحويل غزة إلى منتجع سياحي يشير إلى رغبته في قلب الطاولة على الحلول التقليدية، حتى لو كان ذلك عبر أفكار تبدو غير واقعية.
لكن هذه التصريحات تأتي في وقت حساس، حيث تستمر جهود التهدئة في المنطقة، رغم هشاشة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
كما أن الوضع في سوريا ولبنان ما زال متوترًا، مع استمرار الغارات الإسرائيلية على أهداف تعتبرها تهديدًا لأمنها.
في هذا السياق، يطرح المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، رؤية جديدة لانضمام سوريا ولبنان إلى “اتفاقات أبراهام”، وهي فكرة تبدو بعيدة المنال في ظل الوضع الحالي.
ماذا بعد؟
هناك تطورات رئيسية ينبغي مراقبتها في الأسابيع القادمة، أولها مصير الهدنة بين إسرائيل وحماس، وهل ستُستخدم كمدخل لمناقشات أوسع حول استقرار المنطقة.
وثانيها هو الدور الذي ستلعبه الدول العربية في تقديم تصور لما بعد الحرب في غزة، خاصة مع الاستعدادات لعقد قمة في القاهرة لمناقشة هذه المسألة.
ما يطرحه ترامب قد يكون مجرد دعاية سياسية، لكن تأثيره لا يمكن إنكاره، فقد أظهر التاريخ أن تصريحاته غير التقليدية قادرة على إثارة نقاشات جديدة، حتى لو لم تترجم إلى سياسات فعلية.
ومع استمرار التوترات، يبقى السؤال الأهم: هل سيتحول أسلوب ترامب في التعامل مع الشرق الأوسط إلى مجرد استعراض سياسي، أم أنه قد يؤدي إلى نتائج غير متوقعة في المشهد الإقليمي؟.