كيف يبني العراق علاقته بشكل جديد مع أمريكا؟

كيف يبني العراق علاقته بشكل جديد مع أمريكا؟

ماذا حدث؟

العراق، الذي يعيش استقرارًا نسبيًا مقارنة بالعقود الماضية، يسعى لإعادة هيكلة علاقته مع الولايات المتحدة، مع التركيز على التعاون في قطاعي الطاقة والأمن، كما أشار تقرير لمعهد واشنطن.

يواجه العراق تحديات كبيرة، منها الاعتماد على إمدادات الغاز الإيرانية غير الموثوقة، التي تسببت في خسارة 4000 ميغاواط في مايو 2025، إضافة إلى تهديدات داعش المستمرة، التي نفذت خمس هجمات في 2025، والتدخلات الإيرانية عبر الميليشيات.

يسعى العراق للانفكاك عن التحالف الدولي ضد داعش، الذي بدأ في 2014، والتحول إلى شراكة ثنائية مع واشنطن.

تشمل الجهود مشاريع طاقة مثل مشروع النمو المتكامل للغاز (GGIP) بقيادة توتال إنرجيز، الذي يهدف لمعالجة 600 مليون قدم مكعب يوميًا من الغاز المصاحب في البصرة، ومشاركة شركات أمريكية مثل SLB في حقل عكاس.

كما أعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني عن خطط لتقليل حرق الغاز بحلول 2028، مستلهمًا نموذج السعودية في السبعينيات.

لماذا هذا مهم؟

إعادة تعريف العلاقة مع أمريكا يمكن أن تعزز سيادة العراق واستقراره الاقتصادي والأمني، مع تقليل النفوذ الإيراني والصيني.

العراق، ثاني أكبر منتج للنفط في أوبك، يهدر غازًا بقيمة 1200 مليون قدم مكعب يوميًا بحرقه، بينما يعتمد على إيران لاستيراد 1000 قدم مكعب يوميًا، مما يعرضه لتقلبات جيوسياسية، كما حدث خلال الصراع الإيراني-الإسرائيلي.

التعاون مع الولايات المتحدة، أكبر منتج للغاز الطبيعي عالميًا، يمكن أن يدعم مشاريع مثل استيراد الغاز الطبيعي المسال (LNG) وتطوير حقل عكاس، مما يقلل الاعتماد على إيران.

أمنيًا، استمرار الدعم الأمريكي ضروري لمواجهة داعش، خاصة مع خطط العراق لإعادة دمج عوائل داعش من سوريا بحلول 2026، وسط تقليص تمويل واشنطن للاستقرار.

 التعاون مع أمريكا في الطاقة والأمن قد يجعل العراق جاذبًا للاستثمار مثل السعودية، لكن التدخلات الإيرانية والفساد يعيقان هذه الجهود.

ماذا بعد؟

لإعادة بناء العلاقة، يوصي تقرير معهد واشنطن أن يركز العراق والولايات المتحدة على الخطوات التالية:

1- تعزيز التعاون في الطاقة: استغلال خبرات الشركات الأمريكية في تقليل حرق الغاز، كما في مشروع نيبراس للبتروكيماويات، واستيراد الغاز الطبيعي المسال عبر وحدات تخزين عائمة.

يمكن للعراق الاستفادة من تجربة السعودية في إنشاء نظام أنابيب للغاز المصاحب.

2- إبرام اتفاق أمني ثنائي: توقيع اتفاقية وضع القوات بحلول سبتمبر 2025 لتأمين استمرار الدعم الأمريكي ضد داعش، مما يعزز استقرار العراق ويطمئن المستثمرين.

3- تقليل النفوذ الإيراني: مواجهة تهديدات الميليشيات المدعومة من إيران لضمان بيئة استثمارية آمنة، فوقف التوتر مرهون بتفكيك النفوذ الإيراني.

4- مكافحة الفساد: تحسين مناخ الاستثمار عبر إصلاحات للحد من الفساد والبيروقراطية، مما يعزز مشاركة القطاع الخاص الأمريكي.

إذا نجحت هذه الخطوات، يمكن للعراق تحقيق استقلالية في الطاقة، وتعزيز الأمن، وجذب استثمارات أمريكية، مما يعزز دوره كوسيط إقليمي، لكن الفشل قد يعرض العراق لعقوبات أمريكية صارمة، مما يهدد اقتصاده المعتمد على النفط.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *