ماذا حدث؟
خلال الضربة الأمريكية المكثفة على المنشآت النووية الإيرانية، والتي حملت الاسم العسكري “عملية مطرقة منتصف الليل”، خُطفت الأنظار بداية نحو قاذفات الشبح بعيدة المدى “بي-2 سبيريت”، إلا أن الحقيقة التي كشفت لاحقًا أظهرت أن مقاتلات “إف-22 رابتور” لعبت دورًا محوريًا في نجاح المهمة.
درع الجو الخفي
ووفق تقرير نشره موقع “ناشيونال إنترست” الأمريكي، فإن مقاتلات “إف-22” الجبارة كانت العمود الفقري في حماية القاذفات الأمريكية أثناء تقدمها نحو العمق الإيراني.
فقد تصدّت هذه الطائرات من الجيل الخامس لأي تهديد محتمل في الأجواء الإيرانية، وكانت مهمتها الأولى تطهير المجال الجوي من أي دفاعات تعيق تنفيذ الضربة.
أهداف تحت الأرض
العملية، التي استهدفت مواقع نووية محصنة في أعماق الأرض، تطلبت غطاءً جويًا عالي التقنية لتأمين مسار قاذفات “بي-2”.
وهنا دخلت “إف-22” على الخط، بقدرتها على التخفي والرصد الفوري، لتصبح الحارس الذي سهّل للقاذفات تنفيذ مهمتها دون أن يُكشف موقعها.
نشر استباقي قبل المعركة
وقبل أيام من بدء العملية، كانت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) قد جهزت المشهد، بنشر عدد من مقاتلات “إف-22” في الشرق الأوسط.
كما شاركت طائرات من طراز “إف-16″ و”إف-35” في التحضيرات، لتعزيز الهيمنة الجوية قبيل انطلاق الضربة.
وبعض الطائرات المشاركة في العملية انطلقت من قاعدة لاكنهيث التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني، حيث عبرت الأجواء الأوروبية وصولًا إلى أماكن تمركزها.
وتم ذلك بسرية تامة كجزء من الاستعداد لمرافقة قاذفات “بي-2” في واحدة من أكثر المهام الجوية تعقيدًا.
لماذا هذا مهم؟
وُصفت “عملية مطرقة منتصف الليل” بأنها أكبر ضربة جوية تشارك فيها “بي-2” في تاريخها، وثاني أطول مهمة لهذه القاذفات، حيث استغرقت الرحلة ذهابًا وإيابًا من قاعدة وايتمان الجوية بولاية ميسوري نحو 36 ساعة متواصلة.
ماذا بعد؟
وفيما توقعت بعض التحليلات ردًا من الدفاعات الإيرانية، نقلت القوات الجوية الأمريكية أن العملية لم تشهد أي اعتراض جوي من قبل مقاتلات إيرانية.
كما بدا أن أنظمة الدفاع الصاروخي الأرض-جو فشلت في رصد الطائرات الأمريكية التي شقت طريقها دون مقاومة.
والسبب في ذلك يعود جزئيًا إلى التقنية المتقدمة في طائرات “إف-22″، والتي تسمح لها بالتحليق دون أن تُكتشف، إضافةً إلى أجهزتها الاستشعارية التي نقلت معلومات استخباراتية لحظية لقاذفات “بي-2″، مما ساعد في الحفاظ على عنصر المفاجأة، وهو العامل الحاسم في إنجاح عملية “المطرقة”.