كيف غير ترامب استراتيجيته بشأن وقف إطلاق النار في غزة؟

كيف غير ترامب استراتيجيته بشأن وقف إطلاق النار في غزة؟

ماذا حدث؟

تبنى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نهجاً جديداً في التعامل مع أزمة غزة، متخلياً عن دعمه السابق لوقف إطلاق نار مؤقت وداعياً إلى هزيمة حماس كشرط لإطلاق سراح الرهائن وإنهاء الحرب.

هذا التحول أثر على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي غير استراتيجيته من قبول هدن مرحلية إلى المطالبة باتفاق شامل يضمن إطلاق سراح جميع الرهائن وإنهاء الحرب بشروط إسرائيل، مع الإبقاء على السيطرة الأمنية على غزة.

بعد قبول حماس لاقتراح هدنة لمدة 60 يوماً من الوسطاء القطريين والمصريين، لم تستجب إسرائيل، بينما أعلن نتنياهو عن بدء مفاوضات فورية دون الإشارة إلى الاقتراح.

في الوقت ذاته، كثف نتنياهو خططاً لهجوم عسكري كبير على مدينة غزة، مدعياً أن الضغط العسكري سيجبر حماس على قبول شروط إسرائيل.

تصريحات ترامب، مثل قوله إن حماس “تريد الموت”، عكست فقدان صبره على العملية التدريجية، مما دفع نتنياهو لاعتماد نهج “الكل أو لا شيء”.

لماذا هذا مهم؟

هذا التحول في استراتيجية ترامب ونتنياهو يعكس تغييراً جذرياً في مقاربة الصراع، حيث تخلى الطرفان عن الهدن المؤقتة التي سادت لمدة 18 شهراً لصالح استراتيجية تهدف إلى القضاء على حماس.

هذا النهج يثير قلق عائلات الرهائن، التي تتهم نتنياهو بالتضحية بأحبائها عبر تأخير الاتفاق الجزئي.

تصريحات ترامب على منصة Truth Social، التي دعت إلى “مواجهة حماس وتدميرها”، أعطت نتنياهو “ضوءاً أخضر”، كما يرى محللون مثل حاييم ليفنسون من هآرتس، لإطالة أمد الحرب لأغراض سياسية.

الإصرار على شروط مثل نزع سلاح حماس والسيطرة الإسرائيلية على غزة يجعل التوصل إلى اتفاق أصعب، مما يطيل الصراع ويزيد معاناة المدنيين.

هذا التحول يعكس أيضاً نفوذ ترامب المتزايد على السياسة الإسرائيلية، مما قد يعيد تشكيل ديناميكيات المنطقة.

ماذا بعد؟

من المتوقع أن يستمر نتنياهو في نهجه المزدوج، بإجراء مفاوضات رمزية مع تصعيد عسكري، مما قد يؤدي إلى هجوم مدمر على مدينة غزة، وهذا قد يفاقم الأزمة الإنسانية ويثير غضباً دولياً، خاصة مع رفض حماس نزع سلاحها.

ترامب قد يواجه ضغوطاً داخلية ودولية للعودة إلى نهج دبلوماسي، خاصة مع انشغال فريقه بأزمات أخرى مثل أوكرانيا.

إذا فشلت المفاوضات، قد تلجأ إسرائيل إلى عمليات عسكرية واسعة، مما يعرض حياة الرهائن والمدنيين للخطر ويزيد عزلة إسرائيل دولياً.

على المدى الطويل، قد يدفع هذا الوضع إلى إعادة تقييم الاستراتيجيات الأمريكية والإسرائيلية لتحقيق استقرار دائم.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *