أعلنت إسرائيل استدعاء 60 ألف جندي احتياط للسيطرة على مدينة غزة، في خطوة تصعيدية بدفع من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة.
هذا القرار، الذي يأتي بعد 20 عامًا من انسحاب إسرائيل من غزة عام 2005، يتناقض مع تحذيرات آرييل شارون من استحالة السيطرة على غزة بسبب كثافتها السكانية وتفاقم الفقر والكراهية.
الحرب الحالية، التي بدأت بهجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، أدت إلى مقتل 1200 إسرائيلي وأسر 251، مع استمرار معاناة المدنيين في غزة.
استطلاعات الرأي تُظهر تراجع دعم إسرائيل عالميًا، حيث 53% من الأمريكيين لديهم رأي سلبي عنها (بيز، 2025)، وانخفض تأييد التطبيع في المغرب من 31% إلى 13% (أراب باروميتر، 2023-2024).
لماذا هذا مهم؟
احتلال غزة قد يعزل إسرائيل دبلوماسيًا واقتصاديًا، مع خسارة دعم حلفاء تقليديين.
أمريكا، أكبر داعم لإسرائيل، تشهد تراجع التأييد، خاصة بين الديمقراطيين (69% آراء سلبية) والشباب الجمهوريين (50%)، وحتى المحافظون مثل مارجوري تايلور غرين وصفوا الحرب بـ”الإبادة”.
عالميًا، دول مثل ألمانيا علقت تصدير الأسلحة، والسعودية وصفت العملية بـ”التطهير العرقي”.
قرارات أوروبية في 20 سبتمبر 2025 بالاعتراف بدولة فلسطين تعكس إحباطًا من سياسات إسرائيل، مما يهدد مصالحها في المنطقة، بما في ذلك التعاون الأمني مع دول مثل الأردن وفرنسا.
اللواء الإسرائيلي المتقاعد عاموس يادلين يرى أن “النصر الكامل” غير واقعي، والعملية قد تكلف أرواح جنود ورهائن، مع تعميق الأزمة الإنسانية في غزة.
ماذا بعد؟
إسرائيل تواجه خيارًا حاسمًا، لأن الاستمرار في احتلال غزة يهدد بمزيد من العزلة، مع احتمال فرض عقوبات وتراجع الدعم الأمريكي إذا تحالفت حركة MAGA مع اليسار الديمقراطي.
لتصحيح المسار، يوصي المحلل جوناثان بانيكوف بثلاث خطوات:
أولاً، إلغاء خطة السيطرة على غزة والتركيز على طرد قادة حماس بدعم عربي.
ثانيًا، إعادة بناء الدعم الأمريكي الحزبي عبر الحوار مع الديمقراطيين والجمهوريين.
ثالثًا، تعزيز التحالفات عبر شراكات اقتصادية هادئة في مجالات مثل التكنولوجيا والزراعة.
إذا استمرت إسرائيل في سياستها الحالية، فقد تخسر حلفاءها الاستراتيجيين، مما يعرض أمنها الطويل الأمد للخطر.