ماذا حدث؟
نفذت إسرائيل ضربة جوية استهدفت قيادات سياسية لحركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، في سابقة هي الأولى من نوعها على أراضي دولة خليجية.
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مسؤولية إسرائيل الكاملة عن العملية، التي استهدفت قادة بارزين، من بينهم خليل الحية، المفاوض الرئيسي لحماس.
أكدت حماس نجاة قيادتها العليا، لكن الضربة أسفرت عن مقتل خمسة أعضاء من رتب أدنى، بمن فيهم نجل الحية، إضافة إلى عنصر من قوات الأمن القطرية.
جاءت الضربة في وقت كانت فيه حماس تناقش مقترحاً أمريكياً لوقف إطلاق النار في غزة، مما أثار غضب قطر، التي وصفت الهجوم بـ”الجبان” و”انتهاك صارخ” للقانون الدولي.
أعلنت قطر تعليق دورها كوسيط في المفاوضات بين إسرائيل وحماس، مما يعقد جهود التهدئة.
لماذا هذا مهم؟
تعد قطر وسيطاً رئيسياً في محادثات السلام بين إسرائيل وحماس، مستضيفة قادة الحركة منذ سنوات، وهي حليف استراتيجي للولايات المتحدة، حيث تستضيف قاعدة العديد الجوية، أكبر قاعدة أمريكية في المنطقة.
الضربة الإسرائيلية تنتهك سيادة قطر وتضعف دورها الدبلوماسي، مما يثير تساؤلات حول استقرار المنطقة.
الغضب القطري، المدعوم بتضامن دول خليجية وعربية، يعكس توتراً متزايداً مع إسرائيل، خاصة بعد توقف جهود التطبيع السعودية بسبب الحرب في غزة.
كما أن القرب الجغرافي للضربة من قاعدة العديد يضع الولايات المتحدة في موقف دقيق، حيث انتقد الرئيس دونالد ترامب الهجوم لعدم خدمته أهداف السلام.
هذا التصعيد قد يعزز التوترات الإقليمية، ويهدد استقرار دول الخليج التي تسعى للنمو الاقتصادي والأمني.
ماذا بعد؟
من المرجح أن تتخذ قطر موقفاً حازماً للحفاظ على سيادتها ومصداقيتها الدبلوماسية.
أعلنت الدوحة تشكيل فريق قانوني لدراسة الرد، وقد تلجأ إلى الأمم المتحدة أو محكمة العدل الدولية لإدانة إسرائيل، مع الضغط لفرض عقوبات دبلوماسية.
على الرغم من تعليق دورها في الوساطة، قد تستأنف قطر جهودها إذا تلقت ضمانات أمريكية بعدم تكرار مثل هذه الهجمات، نظراً لأهمية دورها في استقرار المنطقة.
إقليمياً، قد تعزز قطر تعاونها مع دول مجلس التعاون الخليجي لمواجهة التحديات الأمنية، خاصة مع استمرار التوترات الإسرائيلية-الإيرانية.
على المدى الطويل، قد تدفع هذه الأزمة قطر إلى إعادة تقييم استضافة قادة حماس، مما يحد من حرية الحركة للقيادات الفلسطينية.
ومع ذلك، فإن التزام قطر بالوساطة جزء من هويتها الدبلوماسية، مما يجعلها تسعى لاستعادة دورها بشرط ضمانات أمنية.