ماذا حدث؟
منذ بدء الحرب مع إسرائيل في 13 يونيو 2025، كثّفت إيران حملتها ضد المعارضة الداخلية، مستغلة أجواء الصراع لتعزيز سيطرتها.
بعد تحذير إسرائيلي بإخلاء “المنطقة 3” التي تضم سجن إيفين في طهران يوم 16 يونيو، تصاعدت المخاوف على 15 ألف سجين، بينهم معتقلون سياسيون بارزون مثل نرجس محمدي ومهوش سيدال.
السجناء وجهوا رسالة مفتوحة لرئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني إجئي، مطالبين بالإفراج عن غير العنيفين بسبب غياب ملاجئ وأنظمة إنذار في إيفين.
في 14 يونيو، اعتُقل 223 شخصًا بتهم مثل “التعاون مع إسرائيل” و”إثارة الرأي العام”، مع دعوات إجئي لمحاكمات “سريعة”، ونفّذت السلطات إعدام إسماعيل فكري يوم 16 يونيو بتهمة التجسس.
وأشارت تقارير حقوقية إلى نقل سجناء، مثل علي يونسي، إلى أماكن مجهولة، مع مخاوف من إعدامات جماعية مشابهة لعام 1988، حيث أُعدم آلاف من معارضي مجاهدي خلق.
وحذرت منظمة حقوق الإنسان في إيران من استغلال “ضباب الحرب” لتصفية 54 محكومًا بالإعدام.
لماذا هذا مهم؟
تستخدم إيران الحرب كذريعة لقمع المعارضة، خاصة مع تصاعد الانقسامات الداخلية والضغوط الاقتصادية، والسجناء السياسيون، مثل محمدي، يُمثلون رمزًا للمقاومة، مما يجعلهم أهدافًا رئيسية.
إيفين، الذي يفتقر للحماية، يُعرض حياة المعتقلين للخطر، خاصة مع تهديدات الغارات الإسرائيلية.
حملات الاعتقال والإعدامات تُعزز السيطرة عبر الخوف، بينما تُبرر بتهم مثل “التجسس” لتخوين المعارضين، والبرلمان أقرّ قوانين طارئة لتشديد العقوبات، مما يُسهل استهداف المعارضة.
تكتيكات النظام، كما يُشير أندرو غليلي، تعكس استراتيجية تاريخية لسحق المنتقدين خلال الأزمات، كما حدث عام 1988.
الحرب أتاحت لطهران قطع الإنترنت وفرض قيود، مما قلّص الاحتجاجات.
ماذا بعد؟
قد تُنفذ إيران إعدامات جماعية، مستغلة انشغال العالم بالحرب. محاكمات سريعة، كما دعا إجئي، وقد تُستهدف معارضين بارزين مثل محمدي أو أعضاء مجاهدي خلق.
استمرار نقل معتقلين إلى سجون سرية قد يُمهد لتصفيات صامتة، كما حدث مع يونسي، وهذا قد يُثير انتقادات دولية لكن بتأثير محدود بسبب الحرب.
رغم الإضرابات في السجون، يظل الشارع مترددًا بسبب القمع وانقطاع الإنترنت، لكن انهيار الاقتصاد أو خسائر عسكرية قد يُشعل احتجاجات، كما حدث بعد مقتل مهسا أميني 2022.
منظمات حقوقية، مثل مركز إيران لحقوق الإنسان، قد تُكثف ضغوطها عبر الأمم المتحدة، لكن دعم روسيا والصين لإيران قد يُعيق العقوبات.
تقارير يورونيوز تُشير إلى انقسام المعارضة، مما يُضعف فرصها في استغلال الحرب، ويراهن نظام الملالي على القمع لتثبيت النظام، لكن استمرار الحرب قد يُوسع الانقسامات، خاصة إذا فشلت في صد إسرائيل.