كيف استفاد حزب الله من سلاحه؟ وهل يسلمه في النهاية؟

كيف استفاد حزب الله من سلاحه؟ وهل يسلمه في النهاية؟

ماذا حدث؟

في أغسطس 2025، أعلنت الحكومة اللبنانية خطة لنزع سلاح حزب الله بحلول نهاية العام، بدفع من الولايات المتحدة التي ربطت المساعدات الاقتصادية بتحقيق هذا الهدف.

حزب الله، الذي احتفظ بسلاحه منذ اتفاق الطائف عام 1989 كـ”مقاومة” ضد الاحتلال الإسرائيلي، استفاد من أسلحته استراتيجيًا وسياسيًا واجتماعيًا.

سمحت أسلحته بصد إسرائيل في عام 2000 وحرب 2006، مما عزز صورته كمدافع عن لبنان.

سياسيًا، استخدم حزب الله سلاحه لفرض نفوذه، كما في سيطرته على غرب بيروت عام 2008.

إقليميًا، دعم نظام الأسد في سوريا ودرّب ميليشيات في العراق واليمن، مما جعله ذراعًا إيرانية قوية.

لكن الحرب مع إسرائيل عام 2024 أضعفت الحزب، حيث قُتل قادته الكبار، بمن فيهم حسن نصر الله، ودُمر جزء كبير من ترسانته.

لماذا هذا مهم؟

أسلحة حزب الله ليست مجرد أدوات عسكرية، بل ركيزة لهويته وسيطرته السياسية، فقدانها يعني إعادة تعريف دوره كحزب سياسي فقط، مما قد يحد من نفوذه في النظام اللبناني الهش.

الحرب الأخيرة كشفت هشاشته، مع تدمير بنيته التحتية وخسائر بشرية كبيرة، مما قلل من شرعيته عبر الطوائف.

الضغوط الدولية، بقيادة الولايات المتحدة ودول الخليج، تربط المساعدات الاقتصادية بنزع السلاح، في ظل أزمة اقتصادية غير مسبوقة أغرقت الملايين في الفقر.

داخليًا، يواجه الحزب انتقادات من السنة والمسيحيين والدروز، خاصة بعد انفجار مرفأ بيروت 2020، الذي أثار شكوكًا حول تخزين أسلحته.

هذه الضغوط تجعل نزع السلاح قضية مصيرية لاستقرار لبنان، لكن رفض الحزب قد يؤدي إلى صراع داخلي.

ماذا بعد؟

مستقبل أسلحة حزب الله يعتمد على كيفية تنفيذ خطة نزع السلاح. سيناريو محتمل هو التكامل التفاوضي، حيث يوافق الحزب على تسليم أسلحته تدريجيًا مقابل ضمانات سياسية وأمنية للشيعة، مع دمج مقاتليه في الجيش اللبناني.

سيناريو آخر هو نزع سلاح جزئي سري، حيث يحتفظ الحزب بترسانة مخفية كرادع. الأكثر ترجيحًا هو الجمود السياسي، حيث تفشل الحكومة في تنفيذ الخطة بسبب غياب الإجماع السياسي وقوة الحزب داخل المؤسسات.

السيناريو الأكثر خطورة هو المواجهة المسلحة، التي قد تُشعل حربًا أهلية، والنجاح يتطلب دعمًا دوليًا، بما في ذلك مساعدات اقتصادية ووساطة من الولايات المتحدة وفرنسا، لضمان انتقال سلمي.

أما الفشل فقد يُبقي لبنان في حلقة من الشلل والتدهور، مهددًا استقراره طويل الأمد.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *