كيف اخترقت إسرائيل مفاصل البرنامج النووي الإيراني؟

كيف اخترقت إسرائيل مفاصل البرنامج النووي الإيراني؟

ماذا حدث؟

منذ عقدين، يشكل البرنامج النووي الإيراني تهديداً استراتيجياً لإسرائيل، التي اعتمدت نهج “الإحباط المسبق” عبر الموساد لتعطيله.

شملت العمليات اغتيال علماء، وهجمات سيبرانية، وسرقة وثائق، وتجنيد عملاء محليين.

في يونيو 2025، نفذت إسرائيل ضربات دقيقة خلال حرب قصيرة مع إيران، استهدفت علماء بارزين مثل محمد مهدي طهرانجي وفيريدون عباسي، مستندة إلى معلومات تفصيلية عن مواقعهم.

بين 2010-2012، اغتيل خمسة علماء، وتعرضت منشأة نطنز لهجوم “ستوكسنت” السيبراني، الذي أخر البرنامج لسنوات.

في 2018، سرق الموساد أرشيفاً نووياً من طهران، كشف تفاصيل حاسمة، ساهمت في انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي. عام 2020، قتل الموساد محسن فخري زاده بمدفع رشاش يعتمد الذكاء الاصطناعي.

كشف إعدام إيران لعالمها روزبه وادي في أغسطس 2025، بتهمة التجسس لإسرائيل، عن اختراق عميق للموساد، حيث قدم وادي معلومات عن نطنز وفوردو.

لماذا هذا مهم؟

نجاح الموساد في اختراق البرنامج النووي يكشف عن قدرات استخباراتية استثنائية، مستفيدة من ضعف الأمن الإيراني.

تجنيد عملاء محليين، أو “فيلق أجنبي” كما وصفه الكاتب دان رفيف، مكن إسرائيل من جمع بيانات دقيقة عن عادات العلماء ومواقع المنشآت، مما سمح بضربات دقيقة أثرت على تقدم إيران النووي.

هجمات مثل “ستوكسنت” وسرقة الأرشيف أظهرت قدرة إسرائيل على تعطيل البنية التحتية والمعرفة النووية.

ومع ذلك، كما يشير جون جيلبرت، لم تُنهِ هذه العمليات القدرة الإيرانية على تطوير سلاح نووي، بل أخرتها فقط.

إيران ردت بتحصين منشآتها، مثل نطنز وفوردو، وبناء موقع سري “جبل الفأس”، مع إخفاء علمائها.

اتهامات إيران لوادي تكشف حرجها، لكنها قد تكون أيضاً محاولة لتبرير فشلها الأمني.

هذا الصراع يعكس توتراً إقليمياً، حيث تستخدم إسرائيل تفوقها الاستخباراتي للحفاظ على ميزتها الاستراتيجية.

ماذا بعد؟

إيران ستكثف حماية علمائها ومنشآتها، مع التركيز على مواقع مثل “جبل الفأس”، التي قد تحتوي على 400 كغم من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وفقاً لمركز الدراسات الاستراتيجية.

لكن اختراق الموساد العميق قد يتيح مزيداً من الاغتيالات أو الهجمات السيبرانية، مما يعقد جهود إيران.

الضغط الأمريكي، خاصة بعد ضربات يونيو 2025 بقنابل GBU-57، قد يدفع إيران لتسريع برنامجها أو التفاوض.

إسرائيل ستواصل استهداف العلماء والمنشآت لتقويض قاعدة المعرفة النووية، لكن نجاحها يعتمد على تجنيد عملاء جدد وتطوير تقنيات متقدمة.

دبلوماسياً، قد تزيد هذه التوترات من عزلة إيران، لكنها قد تدفعها أيضاً لتصعيد أنشطتها الإقليمية عبر وكلاء مثل حزب الله.

الصراع سيبقى معقداً، حيث تسعى إيران لاستعادة قدراتها النووية بينما تحاول إسرائيل منعها بكل الوسائل.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *