كيف أدت حرب غزة إلى تقارب المغرب وإسرائيل؟

#image_title

كتب- محمد النجار:

ماذا حدث؟

رغم التوقعات بأن الحرب في غزة كانت ستؤدي إلى تراجع العلاقات بين المغرب وإسرائيل، إلا أن الواقع أثبت عكس ذلك، حيث تعزز التقارب بين البلدين بشكل غير مسبوق.

منذ الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر 2023، رأى المغرب تهديدًا مباشرًا من جبهة البوليساريو المدعومة من إيران، والتي كثفت هجماتها في الصحراء الغربية بالتزامن مع تصاعد التوتر في الشرق الأوسط.

ورغم محاولات الرباط تهدئة الرأي العام المحلي، من خلال خطاب دبلوماسي يدعو لوقف إطلاق النار وحل الدولتين، استمرت الشراكة الأمنية والاستخباراتية بين المغرب وإسرائيل في التطور، متجاوزة أي اعتبارات سياسية داخلية.

لماذا هذا مهم؟

تزايد النفوذ الإيراني في المنطقة بات يشكل هاجسًا مشتركًا للمغرب وإسرائيل، حيث كشف المغرب منذ 2018 عن دعم طهران العسكري والمالي لجبهة البوليساريو عبر حزب الله اللبناني.

وتضمنت المساعدات الإيرانية طائرات مسيّرة وصواريخ مضادة للطائرات، مما عزز قدرات الجبهة في شن هجمات داخل الأراضي المغربية.

هذه التهديدات لم تقتصر على المجال العسكري فقط، بل امتدت إلى البعد الجيوسياسي، حيث تسعى إيران إلى تعزيز نفوذها في شمال إفريقيا عبر وكلائها، كما فعلت في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

هذا الخطر دفع الرباط إلى تعزيز تعاونها الدفاعي مع إسرائيل، حيث شهدت السنوات الأخيرة صفقات عسكرية كبيرة، شملت شراء أنظمة دفاع جوي متطورة وتصنيع طائرات مسيّرة محليًا بالشراكة مع شركات إسرائيلية.

ماذا بعد؟

من الواضح أن التحالف بين المغرب وإسرائيل أصبح أكثر عمقًا واستراتيجية، وهو ما تجلى في استمرار التعاون العسكري والاستخباراتي رغم الضغوط الشعبية

 ورغم الانتقادات الداخلية، لا يبدو أن الرباط ستتراجع عن مسارها في تعزيز الشراكة مع تل أبيب، خصوصًا في ظل التحديات الأمنية التي تواجهها في الصحراء الغربية.

كما أن العلاقات التجارية بين البلدين شهدت طفرة كبيرة، حيث ارتفع حجم التبادل التجاري بنسبة 64% في النصف الأول من عام 2024، ما يعكس متانة هذه الشراكة.

وعلى الرغم من استمرار التوتر في غزة حتى بعد الهدنة، فإن التحالف المغربي الإسرائيلي يبدو راسخًا، مدفوعًا بالمصالح الأمنية والاقتصادية المشتركة، ليؤكد أن السياسة الخارجية للمغرب محكومة بالمصالح الاستراتيجية أكثر من المواقف الأيديولوجية.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *