كيف أثر توقف المساعدات الأمريكية على قتال أوكرانيا ضد روسيا؟

#image_title

ماذا حدث؟

في خطوة مثيرة للجدل، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 3 مارس 2025 تعليق جميع المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا، في أعقاب اجتماع متوتر مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض.

لم يتوقف الأمر عند ذلك، إذ تبع القرار وقف مشاركة المعلومات الاستخباراتية مع كييف، وفقًا لما أعلنه مدير وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف، مع توجيه الحلفاء، مثل المملكة المتحدة، بتقليص المعلومات التي يتم تزويد أوكرانيا بها.

هذا التوقف المفاجئ في الدعم الأمريكي ألقى بظلال من الشك على القدرات القتالية الأوكرانية، في وقت تشهد فيه جبهات القتال ضغطًا روسيًا متزايدًا من الجنوب إلى الشمال.

لماذا هذا مهم؟

منذ بدء الغزو الروسي في 2022، كانت الولايات المتحدة أكبر مورد للمساعدات العسكرية لأوكرانيا، حيث قدمت الأسلحة والذخائر والأنظمة الدفاعية المتقدمة التي مكنت كييف من الصمود أمام هجمات موسكو.

ومع استمرار الحرب، اعتمدت أوكرانيا بشكل متزايد على هذا الدعم لتوجيه عملياتها العسكرية، سواء من حيث الدفاع أو شن الهجمات المضادة.

إيقاف هذه المساعدات يجعل الجيش الأوكراني أمام معضلة صعبة: هل يستمر في نشر قواته عبر الجبهات المتعددة للحفاظ على مواقعه الدفاعية، أم يعيد تموضعه، ما قد يتطلب التخلي عن بعض المناطق الاستراتيجية؟.. علاوة على ذلك، فإن قلة الذخائر ستحدّ من القدرة على تنفيذ ضربات جوية وصاروخية ضد أهداف داخل روسيا، مما قد يمنح موسكو اليد العليا في ساحة المعركة.

من جانب آخر، تستخدم روسيا هذه الفجوة لتعزيز هجماتها في مناطق مثل خاركيف وخيرسون، مستغلة التفوق في المدفعية والموارد البشرية، حتى أن تقارير أشارت إلى أن القوات الروسية تحاول تنفيذ عمليات عبور نهر دنيبرو، وهو حاجز استراتيجي لطالما شكل تحديًا للطرفين.

هذا الهجوم، رغم تكبيد روسيا خسائر فادحة، قد يمنحها موطئ قدم يعزز موقفها التفاوضي لاحقًا.

ماذا بعد؟

يبدو أن مستقبل أوكرانيا العسكري والسياسي بات أكثر غموضًا من أي وقت مضى، فرغم تأكيد البيت الأبيض أن المساعدات ستُستأنف بمجرد تحديد موعد لمحادثات سلام مع روسيا، إلا أن هذه الخطوة كشفت هشاشة التحالف الغربي مع كييف.

حتى لو استؤنف الدعم، فإن قادة الجيش الأوكراني سيتصرفون بحذر، ما يعني تقليل الهجمات الكبرى والاقتصار على الدفاع وتركيز الجهود على حماية البنية التحتية الحيوية والمدن الرئيسية.

في الوقت نفسه، قد يستغل الكرملين هذا الوضع لزيادة وتيرة القصف الجوي على المدن الأوكرانية، كوسيلة للضغط على زيلينسكي للجلوس إلى طاولة المفاوضات وفقًا لشروط روسية.

كما أن تعليق الدعم الأمريكي قد يدفع الدول الأوروبية لمحاولة ملء الفراغ، رغم القيود الاقتصادية التي تعاني منها.

في النهاية، فإن الحرب، التي كانت دائمًا لعبة أرقام، باتت الآن أيضًا لعبة انتظار غير مضمونة العواقب، فهل ستتمكن أوكرانيا من الصمود حتى تجد بدائل لتعويض المساعدات الأمريكية؟ أم أن هذه الأزمة ستكون نقطة التحول التي تجبرها على تقديم تنازلات مؤلمة في المفاوضات؟.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *