كورسك تحت الحصار.. معركة جديدة تعيد إشعال الصراع بين موسكو وكييف

#image_title

ماذا حدث؟

تشهد كورسك معارك طاحنة بعد سبعة أشهر من التوغل الأوكراني لتشتيت القوات الروسية وخلق ورقة ضغط، لكن الهجوم الروسي المضاد قلب الموازين، ليواجه الجنود الأوكرانيون حصارًا قد يحدد مستقبل الصراع.

التوغل الأوكراني.. مناورات عسكرية أم مقامرة خطيرة؟

وبدأت القوات الأوكرانية في أغسطس الماضي أكبر هجوم على الأراضي الروسية منذ الغزو النازي عام 1941، متوغلة في كورسك بهدف منع روسيا من استخدامها كمنصة هجومية، وتحويل تركيز موسكو عن جبهات أخرى، إضافة إلى تعزيز معنويات الجيش الأوكراني. لكن سرعان ما تغيرت المعادلة، إذ نجح هجوم روسي مباغت في تقليص مساحة السيطرة الأوكرانية إلى 110 كيلومترات مربعة، بعد أن كانت 1368 كيلومترًا مربعًا العام الماضي، وفقًا لخرائط مفتوحة المصدر.

هل أصبحت القوات الأوكرانية محاصرة؟

ورغم تأكيد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن قواته لا تزال قادرة على القتال، إلا أن التطورات الميدانية تشير إلى موقف صعب، حيث كثفت روسيا هجماتها لاستعادة السيطرة الكاملة على المدينة. وفي تطور لافت، صرّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن موسكو ستضمن سلامة الجنود الأوكرانيين إذا قرروا الاستسلام، وهو ما اعتبره البعض إشارة إلى أن المعركة قد تُحسم قريبًا لصالح روسيا.

لماذا هذا مهم؟

لطالما كانت كورسك نقطة استراتيجية بفضل موقعها القريب من الحدود الغربية لروسيا، حيث شهدت عبر التاريخ غزوات كبرى، بدءًا من المغول في القرن الثالث عشر، وصولًا إلى النازيين خلال الحرب العالمية الثانية. وبرزت المدينة عالميًا في معركة كورسك 1943، والتي كانت واحدة من أعنف المعارك المدرعة، حيث تمكنت القوات السوفيتية من صد الهجوم الألماني، مما شكل نقطة تحول في الحرب العالمية الثانية.

ترامب يدخل على الخط.. محاولة لوقف نزيف الحرب؟

ومع اشتداد القتال، تزايدت الضغوط الدولية لإنهاء التصعيد. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي ناشد الأسبوع الماضي بعدم “التضحية بالقوات الأوكرانية المحاصرة”، يسعى إلى وقف إطلاق نار لمدة 30 يومًا، وهو مقترح قبلته كييف، بينما لم تصدر موسكو ردًا رسميًا بعد. لكن في ظل استمرار القصف المتبادل بين الطرفين، تظل فرص التهدئة محل شك.

ماذا بعد؟

بينما تتجه الأنظار إلى كورسك، يبقى السؤال، هل ستتمكن أوكرانيا من قلب المعادلة مجددًا، أم أن القوات الروسية ستكمل سيطرتها وتوجه ضربة قاصمة لطموحات كييف؟ المؤكد أن هذه المعركة قد تعيد رسم حدود الصراع بين موسكو وكييف، وربما تغير مسار الحرب بالكامل.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *