ماذا حدث؟
في 2 مايو 2025، نشر حساب باسم “دونالد ترامب (غير الرسمي)” على منصة X منشورًا يروج لمشروع قناة بن غوريون كبديل إسرائيلي لقناة السويس، مشيرًا إلى أنها قد تكون منافسًا اقتصاديًا بسبب المردود المالي المتوقع.
أعاد الإعلامي الإسرائيلي إيدي كوهين نشر هذا المنشور مع تعليق “باي باي قناة السويس”، مما يوحي بتأييده لفكرة أن قناة بن غوريون قد تحل محل قناة السويس أو تقلل من أهميتها الاقتصادية.
هذا المنشور أثار الجدل وخصوصًا في الأوساط المصرية الرافضة بشكل قاطع ومستمر لهذا المشروع منذ اقتراح فكرة لأول مرة.
لماذا هذا مهم؟
مشروع قناة بن غوريون هو فكرة مقترحة منذ الستينيات لشق قناة مائية في إسرائيل تربط خليج العقبة (البحر الأحمر) بالبحر المتوسط، وتُعتبر منافسًا محتملاً لقناة السويس المصرية.
المشروع يُنظر إليه كطموح جيوسياسي واقتصادي لإسرائيل، حيث يُزعم أنه سيوفر مسارًا أقصر وأعمق (50 مترًا مقارنة بـ40 مترًا لقناة السويس) مع قناتين مستقلتين لاتجاهين، مما يقلل زمن عبور السفن مقارنة بقناة السويس ذات الاتجاه الواحد.
ومع ذلك، فإن أهمية منشور كوهين تكمن في:
– السياق السياسي: تعليق “باي باي قناة السويس” يحمل نبرة استفزازية، موجهة نحو مصر، التي تعتمد بشكل كبير على إيرادات قناة السويس كمصدر رئيسي للدخل القومي، وهذا يعكس توترات جيوسياسية، خاصة في ظل التقارير التي تشير إلى أن القناة قد تؤثر على دخل مصر، حيث يُتوقع انخفاض إيراداتها من 10 مليارات إلى 4 مليارات دولار إذا نُفذ المشروع.
– التضخيم الإعلامي: كوهين، بصفته شخصية مؤثرة على منصات التواصل، يستخدم هذا المنشور لتضخيم فكرة المشروع، رغم أن المشروع نفسه لم يبدأ فعليًا ولا يزال في مرحلة الاقتراحات.
– التحديات التقنية والسياسية: يواجه المشروع عقبات كبيرة، منها التكلفة المقدرة بـ15 إلى 55 مليار دولار، والمسار الجغرافي الصعب عبر صحراء النقب الجبلية (متوسط ارتفاع 2000 متر)، مقارنة بتضاريس قناة السويس الرملية المنبسطة.
كما أن اقتراح تمرير القناة عبر غزة أثار تكهنات بأن الصراع في غزة قد يكون مرتبطًا بهذا المشروع، وهي رواية تفتقر إلى أدلة قوية لكنها تُروج في بعض الأوساط.
ماذا بعد؟
من غير المرجح أن يتم تنفيذ مشروع قناة بن غوريون في المستقبل القريب بسبب:
– التكاليف الباهظة: المشروع يتطلب تمويلًا ضخمًا، وإن كانت هناك ادعاءات بقروض أمريكية بفائدة 1%، فإن العائد الاقتصادي (6 مليارات دولار سنويًا) قد لا يغطي التكاليف على المدى القصير.
– المعارضة المصرية: مصر تعارض المشروع بشدة، معتبرة إياه تهديدًا لأمنها الاقتصادي، وقد هددت بقطع العلاقات مع إسرائيل، رغم أن التقارير تشير إلى تجاهل إسرائيل لهذه التهديدات.
– التحديات الجيوسياسية: المشروع قد يفاقم التوترات مع مصر والأردن، خاصة إذا ارتبط بمخططات مثل إعادة توطين الفلسطينيين أو استغلال غزة، كما أن الدعم الغربي من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا قد يثير ردود فعل معاكسة من روسيا والصين، اللتين تدعمان بدائل مثل الممر البحري الشمالي.
منشور كوهين يعكس استراتيجية إعلامية للترويج لمشروع طموح لكنه غير مؤكد، ويبقى مصير قناة بن غوريون معلقًا بين الطموحات الإسرائيلية والتحديات العملية والسياسية.