ماذا حدث؟
تتابع تل أبيب بقلق بالغ ما وصفته بـ”التحرك المريب” بين القاهرة وطهران، في أعقاب اللقاء الذي جمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، على هامش المفاوضات النووية الإيرانية الأخيرة.
الجيش المصري يقلق إسرائيل.. واتهامات بتقارب مع “الأعداء”
صحيفة “معاريف” العبرية نقلت عن اللواء الإسرائيلي المتقاعد إسحاق باريك، وهو أحد أبرز المتخصصين في الشأن المصري، تحذيره من هذا التقارب المتزايد، متهماً مصر بـ”تعزيز علاقاتها مع أعداء إسرائيل”، مشيرًا إلى أن القاهرة أصبحت تمتلك “أقوى جيش في الشرق الأوسط”، محذرًا من أن إسرائيل لا تملك ردعًا حقيقيًا في حال اندلاع مواجهة عسكرية.
شبهات تجاه مصر.. اتفاق السلام على المحك؟
التحذيرات الإسرائيلية لم تتوقف عند حدود القلق، بل اتهمت الصحيفة مصر بعدم احترام اتفاقية السلام، وربطت ذلك بعلاقات تعاون عسكري تشمل شراء الأسلحة وإجراء تدريبات مشتركة مع دول تعتبرها تل أبيب “أعداء مباشرين”.
رسائل طهران: إشادة بالدور المصري ورفض أمريكي مرتقب
وفي المقابل، نقلت “معاريف” عن مصادر إيرانية توقعاتها برفض طهران لما وصفته بـ”الاقتراح الأمريكي الأحادي”، مؤكدة استمرار سياسة “الضغط الأقصى” الأمريكية، بينما أكد وزير الخارجية الإيراني خلال اللقاء على أهمية الدور المصري في استقرار المنطقة، وشدد على التزام بلاده بدفع الحوار مع القاهرة إلى الأمام.
السيسي: لا لتصعيد جديد.. وغزة أولوية
وخلال اللقاء، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على رفض مصر لأي تصعيد إقليمي، داعيًا إلى ضرورة التهدئة وتفادي اندلاع حرب شاملة تهدد استقرار الشرق الأوسط.
كما أكد على أهمية التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق.
الوكالة الذرية تدخل المشهد.. وطهران ترفع وتيرة التخصيب
وبالتزامن مع هذه التطورات، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران رفعت نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60%، في خطوة زادت من التوترات الدولية. كما أعرب مدير الوكالة رافائيل جروسي عن شكره للرئيس السيسي لدور مصر “الفاعل” في دعم المساعي الرامية إلى التوصل لاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني.
مصر تؤكد التزامها بنزع السلاح النووي
ومن جانبه، أعاد الرئيس السيسي التأكيد على موقف مصر الثابت، بأن تكون في طليعة الدول الداعية لنزع السلاح النووي وعدم الانتشار، سعيًا لعالم خالٍ من هذه الأسلحة، مؤكدًا أن القاهرة تلتزم بهذا التوجه الاستراتيجي منذ عقود.
ماذا بعد؟
اللقاء المصري-الإيراني لم يأتِ بمعزل عن سلسلة اتصالات متصاعدة بين الجانبين في الآونة الأخيرة، وسط متابعة إسرائيلية دقيقة، وتخوف متنامٍ من تغيرات وشيكة قد تقلب موازين القوى في المنطقة.